الجواب:
الواجب عليك نصيحته، والتكرار في ذلك، والجد في ذلك، لعل الله يهديه بأسبابك، ولا تملّ، ولا تيأس؛ لأن المسلم عليه النصيحة لغيره، وعليه التوجيه، والله يقول -جلَّ وعلا-: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125] ويقول سبحانه: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [فصلت:33].
فأحسن إليه بالنصيحة، واجتهد، وليكن ذلك عن صدقٍ، وعن عنايةٍ، تبين له أن ترك الصلاة كفرٌ، وأنه ضلالٌ، وأن الواجب على كل مُكلَّفٍ أن يتقي الله، وأن يُؤدي الصلاة إذا كان ينتسب إلى الإسلام، وإلا فلا صحةَ لدعواه الإسلام، فإن إسلامه بدون صلاةٍ ليس بإسلامٍ، يقول النبي ﷺ: بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة رواه مسلمٌ في "صحيحه" ويقول -عليه الصلاة والسلام-: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمَن تركها؛ فقد كفر.
فالواجب على أخيك أن يتقي الله، وأن يصلي، وعليك أن تنصحه كثيرًا، وتُبلغه كثيرًا، لعل الله يهديه بأسبابك، فإن أصرَّ ولم يُبالِ؛ فعليك أن تهجره إذا رأيت الهجر أصلح، وإن رأيت عدم الهجر أصلح، وأن تستمر معه في الدعوة والتوجيه، مع كراهة عمله، وإظهار الكراهة والغضب على عمله؛ فلعل الله يهديه بأسبابك، وإن رأيت هجره أصلح، والبعد عنه؛ لأنه لم يمتثل، ولم يقبل النصيحة، ورجوت أن هذا الهجر يُؤثر عليه، لعل الله يهديه بأسباب ذلك؛ فاهجره، فالهجر الذي يفيد مطلوبٌ، مشروعٌ، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.