الجواب:
الزواج لابد فيه من الرغبة، الله يقول -جل وعلا-: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً [الروم:21]، فإذا كانت المرأة المخطوبة لا تناسبك، ولا ترضاها، ولا ترغب فيها؛ لم يلزمك طاعة والديك في ذلك؛ لأن هذا شيء يخصك، وأنت أعلم بنفسك، ولا يجوز لهما إلزامك بامرأة تكرهها، هذا لا يجوز لهما، والله -جل وعلا- أوجب عليهما الإنصاف والعدل، فليس لهما إجبارك على ما يضرك، وأنت أيضًا لا يلزمك طاعة الوالدين في غير المعروف: إنما الطاعة في المعروف وليس من المعروف أن تطيعهما في امرأة لا ترضاها، ولا تناسبك.
أما إذا كنت ترضاها وتناسبك، وأحبا أن تتزوجها؛ فهذا خير إلى خير؛ تطيعهما؛ لأنها مصلحة ظاهرة، أما امرأة لا ترضاها؛ إما لضعف دينها، وإما لعدم جمالها، وإما لأسباب أخرى تعلم من نفسك أنك لا ترغب فيها، وتخشى من أن تخسر بدون فائدة، فإنه لا يلزمك، ولا يجوز لهما إلزامك، ولكن تسترضيهما بالكلام الطيب، والأسلوب الحسن؛ حتى يخضعا لقولك، وحتى يرضيا بالمرأة المناسبة، نسأل الله للجميع الهداية.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا.