الجواب:
صوم التطوع سنة، قربة عظيمة، جاء في بعض الأحاديث عن أبي ذر ، أن النبي قال لأبي ذر : عليك بالصوم؛ فإنه لا مثل له.
فالصوم له شأن عظيم، فينبغي للمؤمن أن يكثر من الصيام، وفي الحديث الصحيح يقول الله -جل وعلا-: كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها يقول الله إلا الصيام فإنه لي، وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك هذا يعم الفرض والنفل.
فالصوم له شأن، يستحب الإكثار منه، وأفضله أن تصوم يومًا وتفطر يومًا، هذا أحسنه، كما أرشد النبي ﷺ عبدالله بن عمرو إلى ذلك، وقال: إنه صوم داود، وإنه أفضل الصيام شطر الدهر، يصوم يومًا ويفطر يومًا وإن شاء صام الإثنين والخميس، كان النبي ﷺ يصومهما، ويقول: إنهما يومان تعرض فيهما الأعمال على الله، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم فيستحب صيام الإثنين والخميس، وهكذا صيام ثلاثة أيام من كل شهر مستحبة، كان النبي ﷺ يأمر بذلك، وأوصى بعض أصحابه بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وهي صيام الدهر؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها، والشهر ثلاثون، أو تسعة وعشرون، فإذا صام ثلاثة؛ قد صام الدهر، الحسنة بعشر أمثالها.
فينبغي للمؤمن أن يتحرى الصوم على أحد هذه الوجوه، صيام التطوع.
ويستحب صيام ست من شوال متتابعة، أو مفرقة، وصوم يوم عرفة لمن ليس حاجًا، صوم عاشوراء العاشر من المحرم، ويصوم معه يومًا قبله، أو يومًا بعده، أو كلاهما، كل هذه مستحبة، ويوم عرفة يكفر الله به السنة التي قبله، والسنة التي بعده، ويوم عاشوراء صومه يكفر السنة التي قبله، لكن الحاج لا يصوم يوم عرفة، النبي ﷺ حج، ولم يصم يوم عرفة، لكن في غير الحج يصوم، هذه هي أنواع صوم التطوع، أفضلها أن يصوم يومًا، ويفطر يومًا، وهذا صوم داود -عليه الصلاة والسلام- شطر الدهر، والبقية فيها خير عظيم، إن شاء صام ثلاثة أيام من كل شهر، ويكفي، وإن شاء صام الإثنين والخميس، كل هذا مستحب.
وهناك أيام مخصوصة من ذلك صوم عرفة، صوم عاشوراء يصوم معه يومًا قبله، أو بعده، أو يصوم قبله وبعده جميعًا ثلاثة أيام، فيصير الجميع ثلاثة أيام، صوم ستة أيام من شوال كذلك سنة، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.