10 من قوله: (باب ذكر صفة خلق الله آدم)

بَابُ ذِكْرِ صِفَةِ خَلْقِ اللَّهِ آدَم عَلَيْهِ الصَّلاة والسَّلَامُ، وَالْبَيَانِ الشَّافِي أَنَّهُ خَلَقَهُ بِيَدَيْهِ، لَا بِنِعْمَتَيْهِ عَلَى مَا زَعَمَتِ الْجَهْمِيَّةُ الْمُعَطِّلَةُ؛ إِذْ قَالَتْ: إِنَّ اللَّهَ يَقْبِضُ بِنِعْمَتِهِ مِنْ جَمِيعِ الْأَرْضِ قَبْضَةً، فَيَخْلُقُ مِنْهَا بَشَرًا، وَهَذِهِ السُّنَّةُ السَّادِسَةُ فِي إِثْبَاتِ الْيَدِ لِلْخَالِقِ الْبَارِئِ جَلَّ وَعَلَا.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَبْدُالْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، قَالُوا: حدَّثنا عَوْفٌ، عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ الْمَازِنِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ. وَقَالَ عَبْدُالْوَهَّابِ: قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ جَمِيعِ الْأَرْضِ، فَجَاءَ بَنُو آدَمَ عَلَى قَدْرِ الْأَرْضِ، فَجَاءَ مِنْهُمُ الْأَحْمَرُ وَالْأَسْوَدُ وَبَيْنَ ذَلِكَ، وَالسَّهْلُ وَالْحَزَنُ، وَالْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ.

وَحَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى قَالَ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ. وَحدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ قَالَ: حدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ. وَحدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ قَالَ: حدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ. كُلُّهُمْ عَنْ عَوْفٍ. وَحدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: حدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ -يَعْنِي الْحِمْيَرِيَّ- سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْوَاسِطِيُّ قَالَ: حدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأشعري قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ جَمِيعِ الْأَرْضِ، فَجَاءَ بَنُو آدَمَ عَلَى قَدْرِ الْأَرْضِ: مِنْهُمُ الْأَبْيَضُ وَالْأَسْوَدُ وَبَيْنَ ذَلِكَ، السَّهْلُ وَالْحَزَنُ وَالْخَبِيثُ هَذَا حَدِيثُ أَبِي هِشَامٍ.

وَحَدِيثُ أَبِي رَافِعٍ وَأَبِي مُوسَى مِثْلُهُ، غَيْرَ أَنَّهُمَا زَادَا: الْأَحْمَر وَالطَّيِّب.

وَزَادَ أَبُو مُوسَى فِي آخِرِهِ: وَبَيْنَ ذَلِكَ.

وَقَالَ الدَّارِمِيُّ: مِنْ جَمِيعِ الْأَرْضِ، جَاءَ مِنْهُمُ السَّهْلُ وَالْحَزَنُ، وَالْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ، وَالْأَحْمَرُ وَالْأَسْوَدُ.

وَقَالَ أَبُو مُوسَى: قَالَ: حَدَّثَنِي قَسَامَةُ بْنُ زُهَيْرٍ.

17- بَابُ ذِكْرِ سُنَّةٍ سَابِعَةٍ تُثْبِتُ يَدَ اللَّهِ، وَالْبَيَانُ أَنَّ يَدَ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا كَمَا أَخْبَرَ اللَّهُ فِي مُحْكَمِ تَنْزِيلِهِ: يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ [الفتح:10]، فَخَبَّرَ النَّبِيُّ ﷺ أَيْضًا: أَنَّ يَدَ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا. أَيْ: فَوْقَ يَدِ الْمُعْطِي وَالْمُعْطَى جَمِيعًا.

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ قَالَ: حدَّثنا أَبُو قُتَيْبَةَ قَالَ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ جُنْدَبٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ ﷺ فَأَلْحَفْتُ فِي الْمَسْأَلَةِ، فَقَالَ: يَا حَكِيمُ، مَا أَكْثَرَ مَسْأَلَتَكَ! إِنَّ هَذَا الْمَالَ حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَإِنَّمَا هو أَوْسَاخُ أَيْدِي النَّاسِ، وَإِنَّ يَدَ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا، وَيَدَ الْمُعْطِي الَّتِي تَلِيهَا، وَيَدَ السَّائِلِ أَسْفَل مِنْ ذَلِكَ.

حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ قَالَ: حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ مِنَ الْمَالِ وَأَلْحَحْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: وَمَا أَكْثَرَ مَسْأَلَتَكَ! يَا حَكِيمُ، إِنَّ هَذَا الْمَالَ حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَهِيَ مَعَ ذَلِكَ أَوْسَاخُ أَيْدِي النَّاسِ، وَإِنَّ يَدَ اللَّهِ فَوْقَ يَدِ الْمُعْطِي، وَيَدَ الْمُعْطِي فَوْقَ يَدِ الْمُعْطَى، وَيَدَ الْمُعْطَى أَسْفَلُ الْأَيْدِي.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: مُسْلِمُ بْنُ جُنْدبٍ قَدْ سَمِعَ مِنِ ابْنِ عُمَرَ غَيْرَ شَيْءٍ، وَقَالَ: أَمَرَنِي ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنْ أَشْتَرِيَ لَهُ بَدَنَةً. فَلَسْتُ أُنْكِرُ أَنْ يَكُونَ قَدْ سَمِعَ مِن حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ.

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُسْلِمٍ الْهَجَرِيِّ. وَحدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حدَّثَنَا أَسْبَاطٌ قَالَ: حدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ. وَحدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِاللَّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: الْأَيْدِي ثَلَاثَةٌ: يَدُ اللَّهِ الْعُلْيَا، وَيَدُ الْمُعْطِي الَّتِي تَلِيهَا، وَيَدُ السَّائِلِ السُّفْلَى، إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَاسْتَعِفَّ مِنَ السُّؤَالِ مَا اسْتَطَعْتَ هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ بُنْدَارٍ.

وَقَالَ يُوسُفُ وَمُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ: عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِاللَّهِ رضي الله عنه. وَقَالَ ابْنُ رَافِعٍ: فَيَدُ الْمُعْطِي الثَّانِي. وَقَالَ يُوسُفُ: وَيَدُ الْمُعْطِي الَّتِي تَلِيهَا. وَقَالَ: اسْتَعفوا عَنِ السُّؤَالِ مَا اسْتَطَعْتُمْ. وَكُلُّهُمْ أَسْنَدَ الْخَبَرَ.

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حدَّثنا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الزَّعْرَاءِ -وَهُوَ عَمْرُو بْنُ عَمْرٍو- عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِيهِ مَالِكِ بْنِ نَضْلَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: الْأَيْدِي ثَلَاثَةٌ: فَيَدُ اللَّهِ الْعُلْيَا، وَيَدُ الْمُعْطِي الَّتِي تَلِيهَا، وَيَدُ السَّائِلِ السُّفْلَى، فَأَعْطِ الْفَضْلَ، وَلَا تَعْجَزْ عَنْ نَفْسِك.

الشيخ: يعني: جاهدها في الصَّدقة والجود من الفضل.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَبُو الزَّعْرَاءِ هَذَا عَمْرُو بْنُ عَمْرٍو، ابْنُ أَخِي أَبِي الْأَحْوَصِ، وَأَبُو الزَّعْرَاءِ الْكَبِيرُ الَّذِي رَوَى عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ اسْمُهُ: عَبْدُاللَّهِ بْنُ هَانِئٍ.

س: قوله: أوساخ أيدي الناس؟

ج: على ظاهره، يعني: فضلتهم.

س: جاء في الحديث: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ جَمِيعِ الْأَرْضِ، صحته عفا الله عنك؟

ج: نعم، نعم، قد جاء بنوه كذلك: منهم الأسود والأبيض وبين ذلك، والله المستعان.

بَابُ ذِكْرِ سُنَّةٍ ثَامِنَةٍ تُبَيِّنُ وَتُوَضِّحُ أَنَّ لِخَالِقِنَا جَلَّ وَعَلَا يَدَيْنِ، كِلْتَاهُمَا يَمِينَانِ، لَا يَسَارَ لِخَالِقِنَا ، إِذِ الْيَسَارُ مِنْ صِفَةِ الْمَخْلُوقِينَ، فَجَلَّ رَبُّنَا عَنْ أَنْ يَكُونَ لَهُ يَسَارٌ، مَعَ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ قَوْلَهُ : بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ [المائدة:64] أَرَادَ عَزَّ ذِكْرُهُ بِالْيَدَيْنِ: الْيَدَيْنِ، لَا النِّعْمَتَيْنِ كَمَا ادَّعَتِ الْجَهْمِيَّةُ الْمُعَطِّلَةُ.

س: قوله: لا يسار لخالقنا؟

ج: هذا فيه نزاع، والصواب أنها ثابتة، كما في حديث ابن عمر: يقبض السَّماوات بيمينه، والأرض بشماله، وإن كان فيها بعض الضعف؛ لأنها من رواية بعض أولاد عمر، فيه بعض الضعف، لكن الروايات الأخرى تُؤيدها؛ لأنَّ تسمية إحداهما يمينًا تدل على أن الأخرى تُسمَّى شمالًا، وقال النبيُّ ﷺ: وكلتا يدي ربي يمين مباركة، كلها يمين في الفضل والشرف، وإن سُميت الثانية: يسارًا وشمالًا، لكنها في الشرف يمين: كلتا يدي ربي يمين مباركة، كما في الحديث الصحيح: والمقسطون على منابر من نورٍ يوم القيامة عن يمين الرحمن، وكلتا يدي ربي يمين مباركة، والله جلَّ وعلا يقول: وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ [الزمر:67]، وفي الحديث: الأرض بشماله نعم.

س: يقول: إذ اليسار من صفة المخلوقين؟

ج: كأنه خفي عليه الحديث رحمه الله، ما علَّق عليه؟

الطالب: لا.

س: تعبير المؤلف باليسار مُستقيم؟

ج: اليسار هي الشمال، نعم.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَأَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَيَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، قَالُوا: حدَّثنا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حدَّثنا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ، وَنَفَخَ فِيهِ الرُّوحَ عَطَسَ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، فَحَمِدَ اللَّهَ بِإِذْنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَقَالَ لَهُ رَبُّهُ: رَحِمَكَ اللَّهُ يَا آدَمُ، وَقَالَ لَهُ: يَا آدَمُ، اذْهَبْ إِلَى أُولَئِكَ الْمَلَائِكَةِ -إِلَى مَلَأٍ مِنْهُمْ جُلُوسٍ- فَقُلِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالُوا: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى رَبِّهِ فَقَالَ: هَذِهِ تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ بَنِيكَ وَبَنِيهِمْ، فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُ -وَيَدَاهُ مَقْبُوضَتَانِ: اخْتَرْ أَيَّهُمَا شِئْتَ، قَالَ: اخْتَرْتُ يَمِينَ رَبِّي، وَكِلْتَا يَدَيْ رَبِّي يَمِينٌ مُبَارَكَةٌ، ثُمَّ بَسَطَهَا، فَإِذَا فِيهَا آدَمُ وَذُرِّيَّتُهُ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، مَا هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ ذُرِّيَّتُكَ، فَإِذَا كُلُّ إِنْسَانٍ مَكْتُوبٌ عُمْرُهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَإِذَا فِيهِمْ رَجُلٌ أَضْوَؤُهُمْ، أَوْ مِنْ أَضْوَئِهِمْ، لَمْ يُكْتَبْ لَهُ إِلَّا أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَقَالَ: يَا رَبِّ، مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا ابْنُكَ دَاوُدُ، وَقَدْ كَتَبْتُ لَهُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَقَالَ: يَا رَبِّ، زِدْهُ فِي عُمْرِهِ، قَالَ: ذَاكَ الَّذِي كَتَبْتُ لَهُ، قَالَ: فَإِنِّي جَعَلْتُ لَهُ مِنْ عُمْرِي سِتِّينَ سَنَةً، قَالَ: أَنْتَ وَذَاكَ، فَقَالَ: ثُمَّ أُسْكِنَ الْجَنَّةَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أُهْبِطَ مِنْهَا، وَكَانَ آدَمُ يَعُدُّ لِنَفْسِهِ، فَأَتَاهُ مَلَكُ الْمَوْتِ، فَقَالَ لَهُ آدَمُ: قَدْ عَجَّلْتَ! قَدْ كتب لِي أَلْفَ سَنَةٍ، قَالَ: بَلَى، وَلَكِنَّكَ جَعَلْتَ لِابْنِكَ دَاوُدَ مِنْهَا سِتِّينَ سَنَةً، فَجَحَدَ، فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَنَسِيَ فَنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُهُ، فَيَوْمَئِذٍ أُمِرَ بِالْكِتَابِ وَالشُّهُودِ.

الشيخ: وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا [طه:115] مثلما قال ﷺ: إنما أنا بشر مثلكم، أنسى كما تنسون.

س: الحديث هذا ثابت؟

ج: الذي أعلم، أعد سنده.

الطالب: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَأَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَيَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، قَالُوا: حدَّثنا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حدَّثنا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه.

الشيخ: إسناده جيد، انظر: صفوان بن عيسى في "التقريب"، عليه حاشية؟

الطالب: نعم، صفوان بن عيسى هو أبو محمد البصري القسام، ثقة.

الشيخ: ..... معروف، لا بأس به، نعم. ما ذكر مَن خرَّجه؟

الطالب: يقول: أخرجه الترمذي في التفسير، باب بعد تفسير سورة المعوذتين بسنده ولفظه، ورواه بسندٍ آخر من طريق زيد بن أسلم، عن أبي صالح، وعن أبي هريرة ، مع اختلافٍ يسيرٍ في اللفظ، وفي التفسير باب من سورة الأعراف.

الشيخ: يكفي، يكفي.

هَذَا حَدِيثُ بُنْدَارٍ، غَيْرُ أَنَّهُ قَالَ: رَحِمَكَ اللَّهُ يَا آدَمُ، وَقَالَ: أَوْ مِنْ أَضْوَئِهِمْ، قَالَ: يَا رَبِّ، مَا هَذَا؟.

وَقَالَ أَبُو مُوسَى: عُمْرُهُ مَكْتُوبٌ عِنْدَهُ، لَمْ يَقُلْ: بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَقَالَ: إِذْ لِآدَمَ أَلْفُ سَنَةٍ، وَقَالَ: وَإِذَا فِيهِمْ رَجُلٌ أَضْوَؤُهُمْ، أَوْ مِنْ أَضْوَئِهِم، لَمْ يُكْتَبْ لَهُ إِلَّا أَرْبَعِينَ سَنَةً، قَالَ: أَيْ رَبِّ، مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا ابْنُكَ دَاوُدُ، قَالَ: يَا رَبِّ، زِدْهُ، وَقَالَ: عَجَّلْتَ! أَلَيْسَ كَتَبَ اللَّهُ لِي أَلْفَ سَنَةٍ؟ وَقَالَ: مَا فَعَلْتُ، فَجَحَدَ. وَهَكَذَا قَالَ يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ فِي هَذِهِ الْأَحْرُفِ كَمَا قَالَ أَبُو مُوسَى.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَعَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ قَالَا: حدَّثنا عَبْدُالرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ . فَذَكَرَ أَخْبَارًا عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: يَمِينُ اللَّهِ مَلْأَى، لَا يَغِيضُهَا نَفَقَةٌ، سَحَّاء بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّماوَاتِ وَالْأَرْضَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَمِينِهِ. قَالَ: وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَبِيَمِينِهِ الْأُخْرَى الْقَبْضُ، يَرْفَعُ وَيَخْفِضُ. هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ عَبْدِالرَّحْمَنِ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى فِي حَدِيثِهِ: يَمِينُ اللَّهِ مَلْأَى، لَا يَغِيضُهَا نَفَقَةٌ، سَحَّاءُ اللَّيْل وَالنَّهَار، وَقَالَ: فَإِنَّهُ لَمْ يَنْقُصْ مِمَّا فِي يَمِينِهِ، وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَبِيَدِهِ الْأُخْرَى الْقَبْضُ.

بَابُ ذِكْرِ سُنَّةٍ تَاسِعَةٍ تُثْبِتُ يَدَ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا، وَهِيَ إِعْلَامُ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّ اللَّهَ غَرَسَ كَرَامَةَ أَهْلِ الْجَنَّةِ بِيَدِهِ، وَخَتَمَ عَلَيْهَا.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ الْمَكِّيُّ قَالَ: حدَّثنا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ لَمْ تَرَ عَيْنَاكَ مِثْلَهُ.

س: هل يجوز للمرأة أن تطلب الطلاقَ من زوجها إذا رأته يُقبل الخادمة أو يضمّها إليه؟

ج: عليها النَّصيحة، تنصحه وتُحذره، عليها النَّصيحة بالكلام الطيب والأسلوب الحسن، وإبعاد الخادمة، تستعين في إبعاد الخادمة.

س: هل يجوز القصر والجمع في مسافة ستين كيلو؟

ج: الأحوط ثمانين كيلو، يوم وليلة.

س: وقبل هذا ليس له أن يجمع ولا يقصر؟

ج: نعم.

س: ولو ذهب إلى هذه المسافة في مدةٍ يسيرةٍ: ساعة أو ساعتين؟

ج: نعم، نعم.