رسالة من الشيخ الدوسري بخصوص تصحيح شرح الكوكب المنير

بسم الله الرحمن الرحيم[1]
حضرة المكرم الشيخ عبدالعزيز العبدالله بن باز المحترم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سؤالنا عن صحتكم لا زلتم مسرورين ونحن من كرم الله تعالى بخير دمتم به.
وبعد: فقد أكملنا تصحيح شرح الكوكب المنير، وأخذنا في نقله عدة نسخ، وقد أرسلنا للمشائخ الكبار آل إبراهيم نسختين عن أربعة جدًّاول: جدول الكتاب، وجدول لملحقه، وبلغت الأغلاط 2758 غلطة، وصفحات الجدًّاول 122 صحيفة، وسيوضع اثنتان منها في الكلية، والأخرى في المكتبة؛ ليتسنى مراجعتها؛ لتصحيح الكتاب لكل معنيي به.
وإذا هو صعب على فضيلتكم تصحيحه من تلك المراجع وترغبون إرسال نسخة خاصة فنحن ممنونون[2] وقد واصلكم[3] نسخة من حاشية منظومة الكبائر، وهي التي كنا أرسلنا لكم منها بخطنا منذ سنتين، فقد طبعت الآن، وعليها حواشي تفضلوا باستلامها من عبدالله المنصور الزامل؛ لأننا أرسلناها إليكم بواسطته، والخط عليه وسلام عليكم والعزيز لديكم ومنا الأولاد والجماعة[4].
 
عبدالرحمن بن محمد الدوسري[5]
20/ 3/ 78هـ

  1. الرسائل المتبادلة بين الشيخ ابن باز والعلماء (ص247)
  2. كلمة ممنون دارجة على ألسنة أهل نجد، ومعناها مستعدون.
  3. غير واضحة في الأصل، ولعل الصواب ما ذكر.
  4. غير واضحة في الأصل، ولعل الصواب ما ذكر، مع أن الكلام لم يكتمل.(م)
  5. الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري 1331 - 1399هـ كان من أكابر العلماء والدعاة في عصره، وكان له عدد من المؤلفات منها تفسير صفوة الآثار والمفاهيم، وتربية الإسلام وادعاءات التحرر، والأسئلة والأجوبة في العقيدة وغيرها. وكان شجاعا، ذا غيرة إسلامية صادقة. وكان الشيخ عبدالعزيز بن باز محبا للشيخ عبدالرحمن الدوسري، عالما بفضله، وسعة اطلاعه، وغيرته، وكان بينهما مكاتبات، ولقاءات واشتراك في بعض المحاضرات، وتعليق للشيخ عبدالعزيزعلى بعض ما يلقيه الشيخ عبدالرحمن. وكان الشيخ عبدالرحمن يجل سماحة الشيخ، ويكن له المودة، والتقدير.يقول الشيخ محمد الموسى - حفظه الله -: " وأذكر أن سماحة الشيخ لما كان نائبا للجامعة الإسلامية قدم إلى الرياض في يوم من الأيام، وذلك في عام 1388هـ، وفي فترة وجوده في الرياض ألقى محاضرة قيمة عظيمة الفائدة في دار العلم، وفي تلك الليلة رأيت في المنام سماحة الشيخ عبدالعزيز، وبيده سيف له لمعان، وسماحته ممسك بالسيف بيده اليمنى، وكان يمشي في واد فسيح أقدِّر عرضه بمائة متر، وكان الوادي ممتلئا بالحيَّات، وأرى أن ارتفاعها عن الأرض يقدر بمتر، وسماحته يمر بها، وقد شقَّ له طريق، وهو يضرب بالسيف ما أمامه منها، وما عن يمينه، وما عن شماله، والحيات تهرب منه، وهو لا يخطىء شيئا مما ضرب. وبعد هذه الرؤيا بيومين أو ثلاثة قابلت الشيخ عبدالرحمن الدوسري فأخبرته بالرؤيا، ففرح، واستبشر، وقال: الحمد لله، الله يبشرك بالخير، هذا نصر من الله، وتأييد؛ فهذه الحيات أهل الباطل والزنادقة، والسيف حقٌّ ونَصْرٌ، وهذا يدل على أن سماحة الشيخ سَيُعان عليهم، ولن يقفوا أمامه"