من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز مفتي عام المملكة العربية السعودية، إلى حضرة الأخ الكريم فخامة رئيس دولة أفغانستان الإسلامية الشيخ برهان الدين رباني، وإلى جميع المسئولين في الأفغان والمتحاربين فيها، وفقهم الله لما فيه رضاه، وألهمهم رشدهم، ونصر بهم الحق، وأعاذهم من نزغات الشيطان ومضلات الفتن، آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فلقد أحزن المسلمين وأفرح الأعداء ما وقع بينكم من الفتن والقتال، وما حصل من إزهاق النفوس، وإتلاف الأموال، وتشتيت الشعب، وإحزان المحبين، وأفراح الأعداء.
فاتقوا الله أيها الإخوة في دينكم، وأنفسكم، وشعبكم، وأموالكم، وارجعوا إلى الله سبحانه وتوبوا إليه مما وقع منكم، وحلوا مشاكلكم بالتفاهم والوسائل السلمية والتشاور بينكم عملا بما مدح الله به المؤمنين في قوله سبحانه في سورة الشورى: وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ [الشورى:38] وهذا السبيل هو السبيل الذي يجب عليكم وعلى أمثالكم الأخذ به والسير عليه في كل خلاف، مع العناية بطاعة الله ورسوله والاستقامة على دين الله، ورحمة الشعب، وإيصال الخير إليه، ودفع الأذى عنه، والتعاون مع خواص إخوانكم من المسلمين الذين يسرهم اجتماعكم وتعاونكم، ويحزنهم تفرقكم واختلافكم.
وقد قال الله عز وجل: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [المائدة:2] وقال سبحانه: وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:1-3] وقال النبي ﷺ: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه، وقال عليه الصلاة والسلام: الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم وقال عليه الصلاة والسلام: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
فاتقوا الله أيها الإخوان، أيها المسئولون، أيها المتنازعون، راقبوا الله واذكروا وقوفكم بين يديه، وأنه سائلكم عما وقع بينكم، وعن أسبابه، وعن الدافع إليه، كما قال الله عز وجل في سورة الحجر: فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الحجر:92، 93] وقال عليه الصلاة والسلام: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته» وقال أيضا عليه الصلاة والسلام: «اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به، اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه» والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
والله المسئول بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجمع قلوبكم على التقوى، وأن يصلح شأنكم، وأن يولي عليكم خياركم، وأن يعيذكم من شر أنفسكم ومن شر الشيطان وأعداء الإسلام، وأن يصلح لنا ولكم النيات والأقوال والأعمال، وأن يحسن لنا ولكم ولجميع المسلمين العاقبة، إنه ولي ذلك والقادر عليه[1].
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فلقد أحزن المسلمين وأفرح الأعداء ما وقع بينكم من الفتن والقتال، وما حصل من إزهاق النفوس، وإتلاف الأموال، وتشتيت الشعب، وإحزان المحبين، وأفراح الأعداء.
فاتقوا الله أيها الإخوة في دينكم، وأنفسكم، وشعبكم، وأموالكم، وارجعوا إلى الله سبحانه وتوبوا إليه مما وقع منكم، وحلوا مشاكلكم بالتفاهم والوسائل السلمية والتشاور بينكم عملا بما مدح الله به المؤمنين في قوله سبحانه في سورة الشورى: وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ [الشورى:38] وهذا السبيل هو السبيل الذي يجب عليكم وعلى أمثالكم الأخذ به والسير عليه في كل خلاف، مع العناية بطاعة الله ورسوله والاستقامة على دين الله، ورحمة الشعب، وإيصال الخير إليه، ودفع الأذى عنه، والتعاون مع خواص إخوانكم من المسلمين الذين يسرهم اجتماعكم وتعاونكم، ويحزنهم تفرقكم واختلافكم.
وقد قال الله عز وجل: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [المائدة:2] وقال سبحانه: وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:1-3] وقال النبي ﷺ: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه، وقال عليه الصلاة والسلام: الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم وقال عليه الصلاة والسلام: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
فاتقوا الله أيها الإخوان، أيها المسئولون، أيها المتنازعون، راقبوا الله واذكروا وقوفكم بين يديه، وأنه سائلكم عما وقع بينكم، وعن أسبابه، وعن الدافع إليه، كما قال الله عز وجل في سورة الحجر: فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الحجر:92، 93] وقال عليه الصلاة والسلام: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته» وقال أيضا عليه الصلاة والسلام: «اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به، اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه» والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
والله المسئول بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجمع قلوبكم على التقوى، وأن يصلح شأنكم، وأن يولي عليكم خياركم، وأن يعيذكم من شر أنفسكم ومن شر الشيطان وأعداء الإسلام، وأن يصلح لنا ولكم النيات والأقوال والأعمال، وأن يحسن لنا ولكم ولجميع المسلمين العاقبة، إنه ولي ذلك والقادر عليه[1].
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- نشرت بصحيفة الجزيرة والرياض ليوم 20 / 9 / 1416 هـ. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 9/ 240).