بسم الله الرحمن الرحيم[1]
بسم الله وبحمده وله العزة والمنة سبحانه، والصلاة والسلام على عبده ورسوله الرحمة المهداة وعلى آله وصحابته ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين
صاحب السعادة جناب الإمام العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الموقر.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد؛ فقد ألم بي من البلاء ما يتعاظم شأنه على مثلي من ضعفي وفقري ومسكنتي؛ إذ أدركتني عضة براثن السرطان، وفي مكان يتفاقم أكثر بحلوله فيه ذلكم هو الكبد، وهو يسري مسرعاً ضرب طولاً وعرضاً كالنار في الهشيم، وأجمع الأطباء الذين باشروا الإشعاعات والتحاليل بمستشفيات جدة على سرعة إجراء عملية جراحية لاستئصال الأماكن التي أصيبت بالخلايا السرطانية وفي لندن، وفي مركز طبي بكامبريدج، وأخذ قدر المبلغ المطلوب فوجدناه أكبر من الخيال، وبينما الاتصال يجري بين الأبناء هنا وبين الطبيب المعالج هناك، ومعرفة التكاليف وإذا كان يمكنهم مساعدتنا وإذا بالقدر الذي يدخر الله لعباده بقضائه وقدره الخير كل الخير؛ فيأتي أمر صاحب السمو الملكي الأمير أحمد صانه الله وحفظه من كل مكروه، ووقاه كل سوء؛ فيأمر بإرسال برقية إلى الخطوط السعودية بجدة فتصرف تذكرتين إلى لندن، وبرقية إلى الملحق العسكري بلندن ليتولى محاسبة الطبيب الجراح والمستشفى دار الإقامة فترة العلاج.
سماحة الأخ الجليل: لقد حال المرض بيني وبين زيارتكم طيلة هذه المدة؛ إذ تحركاتي كانت محدودة جداً، ولم أستطع أن أحضر إليكم لأخبركم بحالنا أو أستأذنكم في السفر.
وها أنذا أبعث إليكم بما أردت أن أخبركم به لأستدرّ دعاءكم لي بالشفاء، أو بقبولي عنده؛ حيث قال _ عليه الصلاة والسلام:- " إن أكثر شهداء أمتي أصحاب الفرش " رواه أحمد.
ومن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه.
وأنا يا سيدي عليّ ديون ولكن لها وفاء يساويها في بنك فيصل الإسلامي، وكتاب المجموع جعلته بعد وفاتي تحت نظركم، وولايتكم بالطبع، والتوزيع، وكف أيدي التجار عنه؛ فالتصرف فيه بأمركم، ولكم أن تساعدوا عيالي معنوياً؛ فأحدهم وهو جمال طبيب، والثاني وهو عاطف معيد بجامعة حلوان، والثالث ببكالوريوس التجارة بجامعة عين شمس (كلية التجارة) وبنت وهي زوجة مقيمة بجامعة الزقازيق بالمدينة، وزوجها مدرس بمدرسة عبدالرحمن بن خلدون الثانوية وهو كفيف، والأخرى خريجة كلية البنات الإسلامية بالأزهر هذا العام قسم التفسير والحديث وزوجها باحث علمي بالمركز القومي للبحوث في علوم الأجنة.
هؤلاء يا سيدي كل عيالي وأحد أبنائي وهو عاطف متزوج ببنت الشيخ حسن عاشور صاحب مجلة الاعتصام، وعمها حسين عاشور صاحب دار المختار الإسلامي؛ فإذا جمعتهم إليك، ونظرت في أعمال ينفعون بها المسلمين، ويبتعدون عن أسباب الشقاق والنفاق ومساوئ الأخلاق لأقر الله بذلك عيني عنده.
أما إذا كان هناك بصيص من الأمل والرجاء في بقية من العمر فسآتيكم؛ لأستنجزكم إنابتي لكم بشكر صاحب السمو الخير الرحيم الذي شملني برعايته وفضله.
ولعله يَحْسُن من الآن أن تتفضلوا بإسداء الشكر لسموه أصالة عنكم؛ لأنه أمر يهمكم رعاية أمثالي ممن تربطهم بكم رابطة الدين، ورحم مبلولة من العلم، وأدعو الله تبارك وتعالى أن يبقيكم يا سماحة الإمام مرجعاً في الملمات، وعوناً في المهمات، وموئلاً في العظيمات، وحفظكم من كل سوء، ولا تؤاخذوني فإني أمسك بالقلم يرتعش فيها، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أستودعكم الله دينكم، وأمانتكم، وخواتيم أعمالكم.
كتبه/ محمد نجيب إبراهيم أحمد بخيت المطيعي
15 صفر 1405هـ.
بسم الله وبحمده وله العزة والمنة سبحانه، والصلاة والسلام على عبده ورسوله الرحمة المهداة وعلى آله وصحابته ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين
صاحب السعادة جناب الإمام العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الموقر.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد؛ فقد ألم بي من البلاء ما يتعاظم شأنه على مثلي من ضعفي وفقري ومسكنتي؛ إذ أدركتني عضة براثن السرطان، وفي مكان يتفاقم أكثر بحلوله فيه ذلكم هو الكبد، وهو يسري مسرعاً ضرب طولاً وعرضاً كالنار في الهشيم، وأجمع الأطباء الذين باشروا الإشعاعات والتحاليل بمستشفيات جدة على سرعة إجراء عملية جراحية لاستئصال الأماكن التي أصيبت بالخلايا السرطانية وفي لندن، وفي مركز طبي بكامبريدج، وأخذ قدر المبلغ المطلوب فوجدناه أكبر من الخيال، وبينما الاتصال يجري بين الأبناء هنا وبين الطبيب المعالج هناك، ومعرفة التكاليف وإذا كان يمكنهم مساعدتنا وإذا بالقدر الذي يدخر الله لعباده بقضائه وقدره الخير كل الخير؛ فيأتي أمر صاحب السمو الملكي الأمير أحمد صانه الله وحفظه من كل مكروه، ووقاه كل سوء؛ فيأمر بإرسال برقية إلى الخطوط السعودية بجدة فتصرف تذكرتين إلى لندن، وبرقية إلى الملحق العسكري بلندن ليتولى محاسبة الطبيب الجراح والمستشفى دار الإقامة فترة العلاج.
سماحة الأخ الجليل: لقد حال المرض بيني وبين زيارتكم طيلة هذه المدة؛ إذ تحركاتي كانت محدودة جداً، ولم أستطع أن أحضر إليكم لأخبركم بحالنا أو أستأذنكم في السفر.
وها أنذا أبعث إليكم بما أردت أن أخبركم به لأستدرّ دعاءكم لي بالشفاء، أو بقبولي عنده؛ حيث قال _ عليه الصلاة والسلام:- " إن أكثر شهداء أمتي أصحاب الفرش " رواه أحمد.
ومن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه.
وأنا يا سيدي عليّ ديون ولكن لها وفاء يساويها في بنك فيصل الإسلامي، وكتاب المجموع جعلته بعد وفاتي تحت نظركم، وولايتكم بالطبع، والتوزيع، وكف أيدي التجار عنه؛ فالتصرف فيه بأمركم، ولكم أن تساعدوا عيالي معنوياً؛ فأحدهم وهو جمال طبيب، والثاني وهو عاطف معيد بجامعة حلوان، والثالث ببكالوريوس التجارة بجامعة عين شمس (كلية التجارة) وبنت وهي زوجة مقيمة بجامعة الزقازيق بالمدينة، وزوجها مدرس بمدرسة عبدالرحمن بن خلدون الثانوية وهو كفيف، والأخرى خريجة كلية البنات الإسلامية بالأزهر هذا العام قسم التفسير والحديث وزوجها باحث علمي بالمركز القومي للبحوث في علوم الأجنة.
هؤلاء يا سيدي كل عيالي وأحد أبنائي وهو عاطف متزوج ببنت الشيخ حسن عاشور صاحب مجلة الاعتصام، وعمها حسين عاشور صاحب دار المختار الإسلامي؛ فإذا جمعتهم إليك، ونظرت في أعمال ينفعون بها المسلمين، ويبتعدون عن أسباب الشقاق والنفاق ومساوئ الأخلاق لأقر الله بذلك عيني عنده.
أما إذا كان هناك بصيص من الأمل والرجاء في بقية من العمر فسآتيكم؛ لأستنجزكم إنابتي لكم بشكر صاحب السمو الخير الرحيم الذي شملني برعايته وفضله.
ولعله يَحْسُن من الآن أن تتفضلوا بإسداء الشكر لسموه أصالة عنكم؛ لأنه أمر يهمكم رعاية أمثالي ممن تربطهم بكم رابطة الدين، ورحم مبلولة من العلم، وأدعو الله تبارك وتعالى أن يبقيكم يا سماحة الإمام مرجعاً في الملمات، وعوناً في المهمات، وموئلاً في العظيمات، وحفظكم من كل سوء، ولا تؤاخذوني فإني أمسك بالقلم يرتعش فيها، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أستودعكم الله دينكم، وأمانتكم، وخواتيم أعمالكم.
كتبه/ محمد نجيب إبراهيم أحمد بخيت المطيعي
- الرسائل المتبادلة بين الشيخ ابن باز والعلماء (ص721)