الجواب:
نعم الوعد والوعيد ورد في الكتاب العزيز، والسنة المطهرة، فالوعد يوجد حسن الظن بالله، فإنه وعد الموحدين، وعدهم بالمغفرة والرحمة من مات على التوحيد، وعدهم الله بالمغفرة والرحمة والجنة، وتوعد العاصين بالنار، توعد العاصين بالنار، فالواجب على المسلم ألا يقنط، ولا يأمن، يكون بين الرجاء والخوف؛ لأن الله ذم الآمنين، وذم القانطين، فقال سبحانه: أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ [الأعراف:99] وقال : وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ [يوسف:87] لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِِ [الزمر:53].
فالواجب على المكلف رجلًا كان، أو أنثى ألا ييئس، ولا يقنط ولا يأمن، بل يكون بين الرجاء والخوف، يخاف الله، ويحذر المعاصي، ويجتهد في التوبة، وسؤال الله العفو، ولا يأمن من مكر الله، فيقيم على المعاصي، ويتساهل، ولكن يحذر معاصي الله، ويخافه، ولا يأمن، بل يكون بين الخوف والرجاء، يحسن ظنه بربه، ولكن لا يأمن، ولا يقنط وييئس، بل يخاف ويحذر، ولا يقنط ولا ييئس، فلا قنوط، ولا يأس، ولا أمن من مكر الله، ولكن بين ذلك يعبد الله بين الخوف والرجاء، يحسن ظنه بربه، ويرجو رحمته مع خوفه من عقابه وغضبه ونقمته؛ بسبب معاصيه وسيئاته.
هكذا الواجب على المؤمن أن يكون في سيره إلى الله بين الرجاء والخوف، لكن في حال المرض؛ يغلب عليه الرجاء وحسن الظن بالله، وفي حال الصحة رأى بعض السلف أن يغلب جانب الخوف؛ حتى يحذر، وحتى يتباعد عن المعاصي.
وبكل حال فالواجب أن يسير إلى الله بين الرجاء والخوف، لا أمن ولا قنوط، وفق الله الجميع، نعم.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.