الجواب:
حكم الشرع فيه أنه عاصي فاسق، لكن لا يخرج من الملة؛ خلافًا للخوارج، عند أهل السنة والجماعة الزاني فاسق، وشارب الخمر فاسق، إذا لم يستحل ذلك، العاق لوالديه فاسق، المرابي فاسق؛ لأن هذه كلها كبائر، لكن لا يكفر، وعند الخوارج يكفر بذلك نسأل الله العافية.
والصحيح أن قولهم باطل، وأنه ليس بكافر، ولكنه، عاصي عليه التوبة إلى الله، والرجوع إلى الله، والإنابة، ومن تاب؛ تاب الله عليه، وإذا مات على ذلك؛ مات عاصيًا على خطر من دخول النار إلا أن يعفو الله عنه، لكن لو دخلها لا يخلد فيها، لو دخلها، خلافًا للخوارج والمعتزلة، الخوارج يقولون: يكفر، ويخلد في النار، إذا مات عاقًا لوالديه، أو على الزنا، لم يتب، أو على شرب الخمر يقولون: هو كافر، ومخلد في النار، والمعتزلة مثلهم في أمر الآخرة، يقولون: مخلد في النار، لكن يقولون في الدنيا: لا كافر ولا مسلم، في منزلة بين المنزلتين، وقولهم باطل أيضًا.
أما أهل السنة والجماعة فيقولون: هو مسلم عاصي، مؤمن عاصي عليه التوبة إلى الله، فإن تاب؛ تاب الله عليه، وإن مات على معصيته؛ فهو تحت مشيئة الله، إن شاء الله عفا عنه، وأدخله الجنة بتوحيده وإسلامه، وإن شاء عذبه على قدر المعاصي التي مات عليها، ثم يخرج من النار بعد التطهير، يخرجه الله من النار إلى الجنة؛ لقول الله سبحانه في كتابه العظيم: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48] ما دون الشرك لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48]، بعضهم لا يغفر له، يدخل النار، ويعذب على قدر المعاصي، وبعد التطهير والتمحيص يخرجهم الله من النار، إلى نهر يقال له: نهر الحياة، فينبتون فيه كما تنبت الحبة في حميل السيل، فإذا تم خلقهم؛ أدخلهم الله الجنة، نعم.