الجواب:
المشروع للمؤمن سواء كان إمامًا، أو مأمومًا، أو منفردًا أن يعتني بصلاته، وأن يقبل عليها بقلبه وقالبه، وأن يخشع فيها، وأن يحذر الوساوس التي تشغله عنها، كما قال الله سبحانه في وصفه لأهل الإيمان: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون:1-2].
فالمؤمن يقبل على صلاته، وينظر إلى موضع سجوده، ويشتغل بها في أداء ما أوجب الله فيها، وما شرع من القراءة والأذكار الشرعية في الركوع والسجود، وفي حال الاعتدال وفي حال الجلوس بين السجدتين، يعني: يشتغل فيها بما شرع الله، ويقبل عليها بقلبه، ويجمع قلبه عليها حتى لا يشغل بغيرها، هكذا ينبغي للمؤمن والمؤمنة الإقبال على الصلاة، والعناية بها، وإحضار القلب فيها، والخشوع فيها، والسكون وعدم العبث، وأن يعنى بجميع ما شرع الله فيها، وأن يستحضر أنه بين يدي الله، وأن الله -جل وعلا- يشاهده، وأنه بين يدي ربه فليستحضر ذلك كأنه يشاهد الله كما في الحديث عن الرسول ﷺ أنه قال: الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، فالمؤمن يستحضر كأنه يشاهد الله، حتى يجمع قلبه على الصلاة، حتى يخشع فيها، فإن لم يتم له ذلك فليعلم أن الله يشاهده وأن الله يراه، وأن الله يقبل على عبده المصلي ما دام المصلي يقبل عليه سبحانه، حتى لا يشغل عنها بالوساوس.
لكن لو عرض له وسواس ما يضر صلاته، ما يبطلها، لكن ينقص أجرها، كلما زادت الوسوسة نقص الأجر، نعم.