الجواب:
يقول الله -جل وعلا- في كتابه العظيم وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا [الزخرف:36] يعني: الذكر الواجب، من صلاته وصومه وعما أوجب الله عليه، أما إذا اشتغل بدنياه التي أباح الله ما يضر ذلك، اشتغل بها عن الذكر باللسان، لكن ما اشتغل بها عن أداء الواجبات، بل يؤدي الواجبات، ويدع المحرمات هذا لا حرج عليه.
لكن من شغله حب الدنيا عن ذكر الله.. عما أوجب الله عليه فهو الخاسر، قال -جل وعلا-: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ [المنافقون:9] يعني عن الذكر الواجب عن طاعته، عن الصلاة عن الصوم عن الحج الواجب إلى غير هذا.
أما من شغله الشيء المباح، أو دنياه المباحة من بيع أو شراء أو زراعة عن بعض المستحبات لا يكون خاسرًا، ولا يكون ممن استولى عليه الشيطان، إلا إذا شغله عما أوجب الله، أو أوقعه فيما حرم الله، فيكون قد استولى عليه الشيطان بقدر ذلك، نسأل الله العافية والسلامة، نعم.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا سماحة الشيخ.