الجواب:
أما قراءة بعض الكتب النصرانية فنوصيك بترك ذلك، ونوصيك بترك الكتب الأخرى الضارة، سواءً كانت من النصارى أو اليهود أو لغيرهم من الكفرة، أو لأهل الكلام الباطل كـالجهمية والمعتزلة وغيرهم ممن يخوضون في الكلام والأصول من غير طريق الكتاب والسنة، ونوصيك بالإقبال على القرآن والإكثار من تلاوته، وتلاوة الأحاديث الصحيحة كـالبخاري ومسلم، وكتب الحديث المعروفة، كـأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة و موطأ مالك.
هذه كتب كلها خير ونفع، وإن كان في السنن بعض الأحاديث الضعيفة التي بينها أهل العلم، وهكذا مثل كتاب رياض الصالحين، مثل بلوغ المرام، مثل الترغيب والترهيب فيها أحاديث عظيمة صحيحة مفيدة، اقرأها وتذاكر مع إخوانك طلبة العلم المعروفين بالخير والبصيرة حتى يرشدوك إلى ما قد يخفى عليك، وحتى يعينوك على فهم بعض النصوص نسأل الله لنا ولك التوفيق والهداية. نعم.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا، سماحة الشيخ ألا ترون أن هذه الوسوسة راجعة إلى هذه الكتب التي يقرأ فيها أخونا؟
الشيخ: قد يكون بعض ذلك، قد يكون بعض ما يرد على قلبه من هذه الكتب الضارة، كتب النصارى وأشباهها فإنها ضرر عظيم، ويروى عن النبي ﷺ أنه لما رأى في يد عمر شيئًا من التوراة تغير وجهه، وقال: لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لو كان موسى حيًا ما وسعه إلا اتباعي عليه الصلاة والسلام.
فالمقصود: أن فيما جاء به الرسول ﷺ من الهدى فيه الكفاية، وفي تدبر القرآن الخير والبركة، يقول -جل وعلا-: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ [ص:29].
أما التوراة والإنجيل فقد حرفت وغيرت وزيد فيها ونقص منها، فهي كتب غير مأمونة، ثم قد نسخ ما فيها من الحق بما جاء به محمد -عليه الصلاة والسلام- ففيما جاء به الكفاية والهدى. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا حتى يبقى صدر المسلم نظيفًا سماحة الشيخ، بم تنصحونه؟
الشيخ: يبتعد عما يشوش عليه، فإن قراءة التوراة والإنجيل والكتب الأخرى التي ألفها أهل الباطل وأهل الكلام وأهل الشكوك وأعداء الإسلام كلها ضرر، كلها تسبب الشكوك والأوهام وضيق الصدر، وتسبب أيضًا ترك الحق والميل إلى الباطل، ومتابعة أهله، ولا حول ولا قوة إلا بالله. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.