الجواب:
كلاهما يقال له: مسيح، فـالدجال مسيح، وعيسى ابن مريم مسيح، المسيح الدجال مسيح ضلالة، من دعاة الفتنة والشر والفساد في آخر الزمان، يخرج على الناس من جهة الشرق، ويدعي أنه نبي، ثم يدعي أنه رب العالمين، ومعه بعض الخوارق، فالنبي ﷺ حذر من فتنته، وشرع لنا أن نستعيذ من فتنته في آخر كل صلاة، وفي دعائنا، وقال ﷺ: ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أعظم من الدجال وفي لفظ: أمر أعظم من أمر الدجال ، فـالدجال له فتنة عظيمة، وهو أعور العين اليمنى، مكتوب بين عينيه كافر.
فالمشروع للمؤمن سؤال الله العافية من فتنته في صلاته كما شرع الله لنا ذلك، يجب على المؤمنين والمؤمنات أن يعرفوا الفرق بين هذا وهذا، فـالدجال مسيح ضلالة، ومن دعاة الباطل، والشر والكفر والضلال، يدعو الناس إلى أنه رب العالمين.
فالواجب على من أدركه أن ينكره، وأن يكذبه، وأن يبتعد عن فتنته، ويسأل ربه العافية.
وأما المسيح ابن مريم فهو عبدالله ورسوله، أرسله الله إلى بني إسرائيل، وأنزل عليه كتابًا عظيمًا، وهو الإنجيل يدعوهم إلى توحيد الله، وإلى اتباع التوراة، وما فيها والإنجيل، خلقه الله من أنثى بلا ذكر، من مريم الصديقة -رضي الله عنها- قال الله له: كن، فكان، فليس له أب، بل خلقه الله بقدرته العظيمة، أرسل جبرائيل إلى مريم فنفخ فيها؛ فحملت بإذن الله، وهو عبدالله ورسوله، وهو آخر أنبياء بني إسرائيل، ليس بعده إلا نبينا محمد -عليه الصلاة والسلام- فنبينا هو خاتم الأنبياء، وعيسى -عليه السلام- هو خاتم أنبياء بني إسرائيل، هو آخرهم، ثم بعث الله بعده نبينا محمد ﷺ من العرب، وهو خاتم الأنبياء جميعًا ليس بعده نبي.
وينزل عيسى في آخر الزمان يحكم بشريعة محمد -عليه الصلاة السلام- ويقتل الدجال، يلتقي به في فلسطين ويقتله، ومعه المسلمون، مع عيسى المسلمون، ثم يموت عيسى -عليه الصلاة والسلام- كما قال في قصة عيسى: وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ [النساء:159] يعني: في آخر الزمان عند نزوله، قال قبل ذلك: وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ [النساء:157].
فالمؤمن يؤمن بأن عيسى بن مريم هو رسول الله، وعبدالله ورسوله، ويصدق برسالته -عليه الصلاة والسلام- وأنه سوف ينزل في آخر الزمان، سوف يحكم بشريعة محمد ﷺ وسوف يقتل الله على يديه الدجال ، ويعيش الناس في زمانه عيشة عظيمة، في غاية من الاستقامة على الهدى، ويعم التوحيد والإسلام الأرض، ثم يموت كما مات غيره من الأنبياء والأخيار، وهو يحكم بشريعة محمد -عليه الصلاة والسلام- لا بشريعة الإنجيل ولا التوراة، يحكم بشريعة محمد ﷺ والله المستعان، نعم.
المقدم: الله المستعان، جزاكم الله خيرًا.