الجواب:
نعم، يصدق عليهما أنهما صلاة الضحى، إذا جلس بعد الصلاة يذكر الله أو يقرأ القرآن أو يعلم العلم، ثم صلى ركعتين بعد ارتفاع الشمس؛ حصل له هذا الخير العظيم.
ولا أعلم أن فيهما: لا يحدث فيهما نفسه، هذه جاءت في حديث آخر إذا صلى ركعتين صلاة شرعية حصل له هذا الأجر، أما لفظ: لا يحدث فيهما نفسه هذا جاء في حديث آخر حديث عثمان فيمن توضأ كوضوء النبي ﷺ ثم صلى ركعتين بعد الوضوء لا يحدث فيهما نفسه غفر الله له ما تقدم من ذنبه، هذا في سنة الوضوء.
والمشروع في جميع الصلوات الإقبال على الصلاة وعدم تحديث النفس في جميع الصلوات النافلة والفريضة، المشروع فيها جميعًا أن يقبل المؤمن على صلاته وأن يخشع فيها ويحذر الاشتغال بحديث النفس، يجاهد نفسه في هذه الأمور حتى يفرغ قلبه للخشوع في صلاته والإقبال عليها، نافلة أو فريضة، والفريضة أهم، قال تعالى: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ، وهذا يعم الصلاتين الفرض والنفل، لكن الفرض أهم وأعظم، فالواجب على المؤمن أن يعتني بصلاته، وأن يصلي صلاة تامة مطمئنًا فيها، حتى يكون أداها كما شرعها الله، وإذا اجتهد في الخشوع كان أكمل، والخشوع يكون بخشوع القلب، خشوع الجوارح، وترك العبث، يقبل بقلبه وقالبه، بقلبه وبدنه، على الصلاة حتى يخشع لربه، وأقل ذلك الطمأنينة الواجبة، أقل شيء أن يطمئن في ركوعه وسجوده وجلوسه بين السجدتين واعتداله بعد الركوع، لا بد من الطمأنينة، فإن نقرها بطلت، إن نقرها ولم يطمئن فيها بطلت، وقد ثبت عن رسول الله ﷺ أنه رأى أعرابيًّا دخل المسجد فصلى ولم يتم صلاته فأمره أن يعيد الصلاة ثلاث مرات، لأنه ما أتقنها ما أكملها فقال الأعرابي: يا رسول الله والذي بعثك بالحق نبيًّا لا أحسن غيرها فعلمني، فقال له ﷺ: إذا قمت إلى الصلاة فأحسن الوضوء -يعني كمل الوضوء- ثم استقبل القبلة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، وفي رواية أخرى: ثم اقرأ بأم القرآن يعني الفاتحة -، ثم اركع حتى تطمئن راكعًا، ثم ارفع حتى تعتدل قائمًا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسًا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها هكذا علّمه النبي ﷺ فالواجب على جميع المصلين العناية بهذا الأمر الطمأنينة وعدم النقر، والمشروع أن تكون الحالة أكمل بأن يخشع بقلبه وقالبه.