الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: فهذا السؤال فيه إجمال، فإن الاعتقاد في القبور أنواع، فإذا كان يعتقد فيها أنها تصلح أن تعبد من دون الله وأن يستغاث بأهلها وينذر لهم ويذبح لهم ويطاف بقبورهم فهذا الشرك الأكبر، فلا يصلى خلفه؛ لأنه مشرك والصلاة لا تصح إلا خلف المسلم، فإذا كان يعتقد أن أصحاب القبور يدعون من دون الله، ويستغاث بهم، وينذر لهم، ويذبح لهم ونحو ذلك، كما يفعل بعض الجهلة عند قبر البدوي أو الحسين أو الشيخ عبد القادر الجيلاني أو غيرهم فهذا من الشرك الأكبر، فالذين يعتقدون هذه الاعتقادات في أصحاب القبور ليسوا مسلمين، بل هم كفار فعلهم فعل كفار قريش وأشباههم من جهلة العرب ومشركي العرب، لأن العرب كانت تعبد أصحاب القبور كاللات ويعبدون الأصنام والأشجار والأحجار ويستغيثون بهم وينذرون لهم ويذبحون لهم، فحكم الله عليهم بالشرك، قال جل وعلا في كتابه العظيم: وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [يونس:18]، وقال جل وعلا: مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ [التوبة:17].
فالذي يعبد الأصنام أو الأشجار أو الأحجار أو أصحاب القبور يعتبر مشركاً في حكم الإسلام ولا يصلى خلفه، أما إن كان يعتقد في أصحاب القبور أنه يستحب زيارتهم والدعاء لهم كما شرع الله ذلك، فهذا أمر مشروع، فأصحاب القبور من المسلمين يستحب أن تزار قبورهم ويدعى لهم بالرحمة والمغفرة هذا لا حرج فيه.
وهناك نوع ثالث يعتقد في أصحاب القبور أنهم يصلى عند قبورهم يقرأ عندها وأن هذا فيه بركة، لكن لا يعبدون ولا يدعون ولا يصلى لهم ولا يطاف لهم لكن يرى أنهم يصلى عند قبورهم للبركة، لأنها بقعة مباركة أو يرى أنه يقرأ عندها أو يتحرى عندها الدعاء يعني: دعاء الله لا دعاؤهم، فهذا من البدع ولا يكون مشركاً بذلك لكن من البدع ينكر عليه ويبين له أن هذا غلط، وأن الله ما شرع لنا أن نصلي عند القبور ولا أن نقرأ عندها ولا أن ندعو عندها ندعو الله عندها، يقول ﷺ: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، فالمساجد هي التي يصلى فيها، ويدعى فيها، يقرأ فيها، أما القبور لا، تزار للدعاء لهم، تزار القبور إذا كانت قبور المسلمين ويدعى لهم بالرحمة والمغفرة، كما قال النبي ﷺ: زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة، وكان يعلم أصحابه عليه الصلاة والسلام ورضي الله عنهم يعلمهم إذا زاروا القبور أن يقولوا: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، وفي حديث عائشة رضي الله عنها في مسلم كان يقول: يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد، وفي حديث ابن عباس أن الرسول ﷺ زار القبور قبور المدينة فقال: السلام عليكم يا أهل القبور! يغفر الله لنا ولكم، أنتم سلفنا ونحن بالأثر.
هذه زيارة شرعية للمسلم أن يزور قبور المسلمين في بلده من غير شد رحل يزورهم بدون شد رحل ويسلم عليهم ويدعو لهم بالرحمة والمغفرة والعافية، هذه الزيارة فيها خير كثير تنفع الميت والحي، الحي يتذكر الآخرة يستعد للآخرة ويدعو لإخوانه الميتين والأموات ينتفعون بهذا الدعاء، أما إن كان الميت ليس بمسلم فإنما يزار للعبرة فقط ولا يدعى له، كما زار النبي ﷺ قبر أمه، الرسول ﷺ سأل ربه أن يستغفر لها فلم يؤذن له، فزارها للعبرة وإذا زار القبور قبور الكفار للعبرة والتذكر تذكر الآخرة فلا بأس لكن لا يدعو لهم، لأن الكافر لا يستغفر له ولا يدعى له.
وهكذا من مات على جاهلية على حال الجاهلية على كفر الجاهلية كأم النبي ﷺ ماتت على دين الجاهلية فنهي أن يستغفر لها عليه الصلاة والسلام.
فالحاصل أن زيارة القبور على هذا التفصيل، والاعتقاد في القبور على هذا التفصيل، من يعتقد فيها أنها تدعى من دون الله وأنها يصلح أن تتخذ آلهة تعبد من دون الله تدعى من دون الله يستغاث بها يطاف بها كما يطاف بالكعبة للتقرب إلى أصحاب القبور، يذبح لأهلها هذا شرك أكبر وهذا عمل الجاهلية ودين الجاهلية من قريش وغيرهم، فلا يصلى خلف صاحبه ولا تؤكل ذبيحته، لأنه ليس بمسلم.
النوع الثاني: أن يعتقد في أهل القبور أنهم يزارون وأنه يدعى لهم ويترحم عليهم من دون شد رحل، فهذه زيارة شرعية، لقوله ﷺ: زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة، كما تقدم، والأموات في حاجة إلى هذه الزيارة يدعى لهم ويستغفر لهم ويترحم عليهم، هذا أمر مشروع فعله النبي ﷺ وأمر به.
النوع الثالث: أن يعتقد في القبور أن الصلاة عندها قربة مفيدة أو القراءة عندها أو الدعاء عندها هذا لا أصل له، هذا من البدع لا أصل له، لا تزار لأجل يدعى عندها أو يصلى عندها أو يقرأ عندها لا، هذا لا أصل له، بل هذا يكون في المساجد والبيوت تصلي في المسجد يقرأ في المسجد أو في بيته يدعو في البيت أو في المسجد، هذا ليس من شأن القبور، القبور لا تزار لأجل هذا لا تزار لأجل يجلس عندها للدعاء أو الصلاة عندها أو القراءة عندها هذا ما هو مشروع بل هو من البدع ومن وسائل الشرك، نسأل الله للجميع التوفيق والهداية.
المقدم: اللهم آمين جزاكم الله خيراً.
أما بعد: فهذا السؤال فيه إجمال، فإن الاعتقاد في القبور أنواع، فإذا كان يعتقد فيها أنها تصلح أن تعبد من دون الله وأن يستغاث بأهلها وينذر لهم ويذبح لهم ويطاف بقبورهم فهذا الشرك الأكبر، فلا يصلى خلفه؛ لأنه مشرك والصلاة لا تصح إلا خلف المسلم، فإذا كان يعتقد أن أصحاب القبور يدعون من دون الله، ويستغاث بهم، وينذر لهم، ويذبح لهم ونحو ذلك، كما يفعل بعض الجهلة عند قبر البدوي أو الحسين أو الشيخ عبد القادر الجيلاني أو غيرهم فهذا من الشرك الأكبر، فالذين يعتقدون هذه الاعتقادات في أصحاب القبور ليسوا مسلمين، بل هم كفار فعلهم فعل كفار قريش وأشباههم من جهلة العرب ومشركي العرب، لأن العرب كانت تعبد أصحاب القبور كاللات ويعبدون الأصنام والأشجار والأحجار ويستغيثون بهم وينذرون لهم ويذبحون لهم، فحكم الله عليهم بالشرك، قال جل وعلا في كتابه العظيم: وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [يونس:18]، وقال جل وعلا: مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ [التوبة:17].
فالذي يعبد الأصنام أو الأشجار أو الأحجار أو أصحاب القبور يعتبر مشركاً في حكم الإسلام ولا يصلى خلفه، أما إن كان يعتقد في أصحاب القبور أنه يستحب زيارتهم والدعاء لهم كما شرع الله ذلك، فهذا أمر مشروع، فأصحاب القبور من المسلمين يستحب أن تزار قبورهم ويدعى لهم بالرحمة والمغفرة هذا لا حرج فيه.
وهناك نوع ثالث يعتقد في أصحاب القبور أنهم يصلى عند قبورهم يقرأ عندها وأن هذا فيه بركة، لكن لا يعبدون ولا يدعون ولا يصلى لهم ولا يطاف لهم لكن يرى أنهم يصلى عند قبورهم للبركة، لأنها بقعة مباركة أو يرى أنه يقرأ عندها أو يتحرى عندها الدعاء يعني: دعاء الله لا دعاؤهم، فهذا من البدع ولا يكون مشركاً بذلك لكن من البدع ينكر عليه ويبين له أن هذا غلط، وأن الله ما شرع لنا أن نصلي عند القبور ولا أن نقرأ عندها ولا أن ندعو عندها ندعو الله عندها، يقول ﷺ: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، فالمساجد هي التي يصلى فيها، ويدعى فيها، يقرأ فيها، أما القبور لا، تزار للدعاء لهم، تزار القبور إذا كانت قبور المسلمين ويدعى لهم بالرحمة والمغفرة، كما قال النبي ﷺ: زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة، وكان يعلم أصحابه عليه الصلاة والسلام ورضي الله عنهم يعلمهم إذا زاروا القبور أن يقولوا: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، وفي حديث عائشة رضي الله عنها في مسلم كان يقول: يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد، وفي حديث ابن عباس أن الرسول ﷺ زار القبور قبور المدينة فقال: السلام عليكم يا أهل القبور! يغفر الله لنا ولكم، أنتم سلفنا ونحن بالأثر.
هذه زيارة شرعية للمسلم أن يزور قبور المسلمين في بلده من غير شد رحل يزورهم بدون شد رحل ويسلم عليهم ويدعو لهم بالرحمة والمغفرة والعافية، هذه الزيارة فيها خير كثير تنفع الميت والحي، الحي يتذكر الآخرة يستعد للآخرة ويدعو لإخوانه الميتين والأموات ينتفعون بهذا الدعاء، أما إن كان الميت ليس بمسلم فإنما يزار للعبرة فقط ولا يدعى له، كما زار النبي ﷺ قبر أمه، الرسول ﷺ سأل ربه أن يستغفر لها فلم يؤذن له، فزارها للعبرة وإذا زار القبور قبور الكفار للعبرة والتذكر تذكر الآخرة فلا بأس لكن لا يدعو لهم، لأن الكافر لا يستغفر له ولا يدعى له.
وهكذا من مات على جاهلية على حال الجاهلية على كفر الجاهلية كأم النبي ﷺ ماتت على دين الجاهلية فنهي أن يستغفر لها عليه الصلاة والسلام.
فالحاصل أن زيارة القبور على هذا التفصيل، والاعتقاد في القبور على هذا التفصيل، من يعتقد فيها أنها تدعى من دون الله وأنها يصلح أن تتخذ آلهة تعبد من دون الله تدعى من دون الله يستغاث بها يطاف بها كما يطاف بالكعبة للتقرب إلى أصحاب القبور، يذبح لأهلها هذا شرك أكبر وهذا عمل الجاهلية ودين الجاهلية من قريش وغيرهم، فلا يصلى خلف صاحبه ولا تؤكل ذبيحته، لأنه ليس بمسلم.
النوع الثاني: أن يعتقد في أهل القبور أنهم يزارون وأنه يدعى لهم ويترحم عليهم من دون شد رحل، فهذه زيارة شرعية، لقوله ﷺ: زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة، كما تقدم، والأموات في حاجة إلى هذه الزيارة يدعى لهم ويستغفر لهم ويترحم عليهم، هذا أمر مشروع فعله النبي ﷺ وأمر به.
النوع الثالث: أن يعتقد في القبور أن الصلاة عندها قربة مفيدة أو القراءة عندها أو الدعاء عندها هذا لا أصل له، هذا من البدع لا أصل له، لا تزار لأجل يدعى عندها أو يصلى عندها أو يقرأ عندها لا، هذا لا أصل له، بل هذا يكون في المساجد والبيوت تصلي في المسجد يقرأ في المسجد أو في بيته يدعو في البيت أو في المسجد، هذا ليس من شأن القبور، القبور لا تزار لأجل هذا لا تزار لأجل يجلس عندها للدعاء أو الصلاة عندها أو القراءة عندها هذا ما هو مشروع بل هو من البدع ومن وسائل الشرك، نسأل الله للجميع التوفيق والهداية.
المقدم: اللهم آمين جزاكم الله خيراً.