الجواب: هذا الخبر موضوع، خبر عبد الرزاق هذا عن جابر موضوع، وهو القول بأن محمدًا ﷺ أول المخلوقات وأنه نور من نور الله، هذا باطل هذا موضوع، وأما تسميته نورًا فهو نور عليه الصلاة والسلام، لا من أجل ذاته فهو نور بما بعثه الله به من الشرع والهدى قد جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ [المائدة:15] النور: الإسلام ومحمد نور، كما قال جل وعلا: إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا [الأحزاب:45-46] هو سراج منير بما بعثه الله من الهدى وقبل أن يبعث بالهدى ما كان نورًا، كان من عرض الناس ليس بنور، وإن كان له ميزات في الجاهلية من الصدق والأمانة لكن لم يكن نورًا إلا بعد ما بعثه الله بالهدى ودين الحق صار نورًا بما بعثه الله، لا بذاته الحسية ولكن بما بعثه الله به من الهدى والعلم النافع والعمل الصالح، وكان في البيت يصلي في البيت وليس فيه نور ويكون البيت مظلمًا وليس فيه نور، كما قالت عائشة رضي الله عنها: كان يصلي وأنا أبسط رجلي بين يديه فإذا سجد غمزني وإذا قام بسطتهما، قالت: والبيوت ليس فيها يومئذ مصابيح يعني: ليس فيه سرج كان يلمسها بيده من أجل الظلام.
فالحاصل: أنه لم يكن نورًا بمعناه الحسي وأنه كالسراج ينير المحل المظلم ويغني عن السراج في بيته، وإنما هو النور بما بعثه الله به من الهدى والعلم النافع والعمل الصالح والشريعة العظيمة.
وأما الحديث أنه نور من نور الله وأنه سبق المخلوقات فهذا خبر مكذوب موضوع وقد ألف في هذا بعض إخواننا المغاربة من رسالة بينت أنه موضوع وقد صدقنا عليها وأيدناها وأنه موضوع، وبهذا يعلم السائل وغير السائل من المستمعين أنه نور عليه الصلاة والسلام بما بعثه الله به من الهدى، وهو سراج منير للأمة بما بعثه الله من الهدى، وليس نورًا حسيًا بلحمه ودمه لا، هذا من جنس بني آدم بشر من جنس بني آدم ليس نورًا بجسمه ولحمه، ولكنه نور بما بعثه به الله من الهدى، وبهذا يكون في الغرفة التي فيها عائشة وهي مظلمة فلا تكون مضيئة بمجرد وجوده فيها عليه الصلاة والسلام، ولم يكن الناس يرونه في الأسواق المظلمة وهو نور عليه الصلاة والسلام، فالحاصل: أن النور إنما هو بالمعنى بما بعثه الله به من الهدى لا بذاته عليه الصلاة والسلام. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، إذًا نعرض عن بقية الآثار..
الشيخ: لا حاجة إلى ذلك لأن هذا هو المعنى.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.
دحض شبهة من يقول: إن الرسول نور حسي ومعنوي
السؤال: أحد السادة المستمعين من السودان بعث برسالة وضمنها ورقة مصورة، فيها ما لا يقل عن ثلاثة وعشرين دليلًا على أن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام نور حسي ومعنوي، واستشهد ببعض الآيات وكثير من الأحاديث، هل أقرأ الآية والأحاديث سماحة الشيخ أم ترون الإجابة عليها هكذا.
الشيخ: الأول اقرأ الأول، أول ما قال.
المقدم: قال الله تعالى: قد جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ [المائدة:15] قد سمى الله نبيه نورًا في هذه الآية فما المانع أن نقول: هو نور قال القرطبي في تفسيره قد جاءكم من الله نور، أي: ضياء قيل: الإسلام، وقيل: محمد عليه السلام، إذًا فمن قال النبي عليه الصلاة والسلام نور فإن له سلف في ذلك لا سيما القرآن الكريم، روى عبد الرزاق والبيهقي عن جابر بن عبدالله قال: قلت: يا رسول الله! بأبي أنت وأمي أخبرني عن أول شيء خلقه الله قبل الأشياء؟ قال ﷺ: يا جابر! إن الله تعالى قد خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره الحديث وذكر ابن مرزوق عن علي .