الجواب: أما إن كان سترة فإنه يحرم المرور بين المصلي وبين السترة، إذا وضع كرسياً أو شيئاً آخر كحجر أو متكأ من المتكآت أمامه فإنه ليس لأحد أن يمر بينه وبين السترة، وإذا مر بينه وبين السترة حمار أو كلب أسود أو امرأة بالغة بطلت صلاته؛ لأنه صح عن النبي ﷺ أنه قال: يقطع صلاة المرء المسلم إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل: المرأة والحمار والكلب الأسود. قيل: ياا رسول الله! ما بال الأسود من الأصفر والأحمر؟ قال: الكلب الأسود شيطان رواه مسلم في الصحيح، وله شواهد من حديث أبي هريرة وابن عباس.
والسترة تكون نحو ثلثي ذراع تقريباً؛ لأن الرسول ﷺ قال: إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل ومؤخرة الرحل: هي العود الذي يكون خلف ظهر الراكب في السدال الذي كانوا يستعملونه في الإبل وهو نحو ثلثي ذراع، فإذا كانت السترة نحو ثلثي ذراع أو أكثر كعصاً تركز، أو مركاً يجعل أمامه، أو حجراً كبير أو كرسي أمامه أو نحو ذلك فإن هذا يقال له: سترة، فينبغي أن تكون قريباً منه حول موضع سجوده، والمسافة التي تكون مانعة من القطع ثلاثة أذرع، فإذا كان المار أمامها وليس هناك سترة لم يقطع؛ لأنه ﷺ صلى لما فتح الله عليه مكة صلى في الكعبة وجعل بينه وبين الجدار الغربي ثلاثة أذرع، قالوا: فهذا يدل على مقدار ما بين رجلي المصلي ومحل السترة، فإذا كان الذي أمام المصلي أكثر من ثلاثة أذرع ومر مار أمامه فإنه لا يقطع صلاته ولا يحرم على المار، أما إن كان أقل من ثلاثة أذرع فإنه يقطع يسمى ماراً بين يديه، أو كان بينه وبين السترة فإنه يقطع إذا كان من الثلاثة؛ المرأة.. الحمار.. الكلب الأسود، أما إن كان من غير الثلاثة كمرور الرجل، مر رجل أو مر كلب غير أسود، أو مرت دابة كالإبل شاة بقرة ونحو ذلك هذا لا يقطع كلها لا تقطع، لكن ما ينبغي المرور، يمنع المرور؛ لأن الرسول ﷺ أمر بمنع المار قال ﷺ: إذا كان أحد يصلي إلى شيء يستره من الناس فلا يدع أحد يمر بين يديه.
فالمقصود أنه يلاحظ منع المار حتى لا يشوش عليه صلاته ولو كان غير الثلاثة، ولو كان رجل، ولو كان بهيمة، يحاول أن لا تمر حتى لا تشوش عليه صلاته، وربما غلبه المار فلا يقطع صلاته، كالرجل غلبه ومر أو دابة غلبته أو صبي غلب ومر ما يضر صلاته صلاته صحيحة، إلا إذا كان المار امرأة أو حماراً أو كلباً أسود بينه وبين السترة أو في الثلاثة الأذرع يعني قريباً منه إذا لم يكن هناك سترة، هذا هو ملخص ما دلت عليه الأحاديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام. نعم.
المقدم: سماحة الشيخ! لعله من المناسب أن تتفضلوا بإيضاح ذلك الإشكال الذي أشكل على إحدى الصحابيات إن لم تكن من إحدى أمهات المؤمنين حينما ألحقت المرأة بالكلب الأسود وبالحمار، لعل لهذا المقام مناسبة في أن توضحوا هذا لو تكرمتم؟
الجواب: نعم، جاء عن عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين أنها لا ترى أن المرأة تقطع وخفي عليها الحديث وقالت: بئس ما شبهتمونا بالحمير والكلاب، كنت أضطجع بين يدي رسول الله ﷺ وهو يصلي فظنت رضي الله عنها أن اضطجاعها مثل المرور، وليس الأمر كذلك عند أهل العلم.
قال العلماء: المرور شيء واضطجاعها أمامه ﷺ شيء آخر، فلو كانت المرأة مضطجعة على سريرها أو في الأرض وصلى إليها لا بأس لا حرج كان يصلي إليها وهي أمامه عليه الصلاة والسلام لا حرج في ذلك ولا تقطع صلاته إنما القطع بالمرور من جانب إلى جانب، فإذا مرت من جانب إلى جانب أمامه بينه وبين السترة أو في أقل من ثلاثة أذرع في الثلاث الأذرع هذا هو محل القطع، أما الحكمة فالله أعلم ما هي الحكمة الذي جعلت المرأة تلحق بالحمار والكلب الأسود الله أعلم سبحانه وتعالى، ويمكن أن يقال: إن الحكمة في ذلك أن المرأة تتعلق بها نفوس الرجال وميول الرجال وشهوات الرجال فربما يكون مرورها سبباً ...... نفس المصلي وتحرك قلبه لشيء مما يتعلق بالنساء فكان مرورها قاطعاً للصلاة حتى يمنع مرورها منعاً باتاً حتى لا يتساهل في ذلك، متى علم أن مرورها يقطع صار ذلك من أسباب منع المرور وقطع هذه المادة، يمكن أن يقال هذا والله أعلم، الحكمة قد تظهر وقد لا تظهر ولكن المسلمون مأمورون بأن يتلقوا أحكام الله ويقبلوها ويعملوا بها وإن لم يعرفوا حكمتها، مع الإيمان بأن ربنا سبحانه حكيم عليم، كما قال : إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا [النساء:11]، إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ [الأنعام:83]، هكذا في آيات كثيرات يعلم عباده أنه حكيم فيما يشرع من مواريث ومن صلوات ومن غير ذلك، كما أنه حكيم فيما يقدره على العباد من مرض أو موت أو غنى أو فقر أو حرب أو سلم أو غير ذلك، هو الحكيم العليم سبحانه في كل شيء وإن لم يطلعنا على الحكمة في بعض المسائل، وإن لم نعرف الحكمة ولم تتضح لنا فعلينا أن نؤمن بأنه حكيم عليم وإن لم نعرف تلك الحكمة، كما أنه سبحانه شرع الفجر ثنتين والمغرب ثلاثاً والظهر والعصر والعشاء أربعاً فما هي الحكمة؟ الله أعلم. لماذا جعل المغرب ثلاثاً؟ ولماذا جعل الفجر ثنتين والجمعة ثنتين؟ ولماذا جعل الظهر والعصر والعشاء أربعاً؟ ولماذا جعل الصيام في رمضان لا في غيره كالمحرم وكرجب، ولماذا جعله شهراً بدون زيادة؟ وقد تظهر الحكمة في عدم الزيادة أنه تخفيف ورحمة من الله، لكن كونه جعله في هذا الوقت المعين بين شوال وبين شعبان، الله هو الذي يعلم الحكمة سبحانه وتعالى، كذلك كونه شرع الزكاة في مال دون مال لحكمة بالغة قد تظهر للعباد وقد لا تظهر للعباد.. إلى غير ذلك من المسائل التي قد تخفى فيها الحكمة على الناس لكن يجب الإيمان بأنه حكيم عليم، وهكذا في المخلوقات قد يقول قائل: لماذا خلق الذباب؟ لماذا خلق الخنفساء؟ لماذا خلق العقرب؟ لماذا خلق الحية؟ لماذا خلق أشياء أخرى؟ نقول: إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ [الأنعام:83]، هو الخلاق العليم وهو الحكيم العليم؛ لحكمة بالغة خلق هذه الأشياء سبحانه وتعالى، ومن ذلك: أن يعلم أنه على كل شيء قدير، وأن ما شاء فعل لا راد لقضائه ولا راد لأمره سبحانه وتعالى، فهكذا يقال في بقية الأمور التي تخفى حكمتها ككون المرأة تقطع الصلاة. نعم.
المقدم: بارك الله فيكم، إذاً لا داعي للمناقشة، لا داعي للتأثر، لا داعي لفتح الباب أمام أولئك الذين يثيرون الشبه؟
الشيخ: ليس هناك داعي نحن عبيد، عبيد مأمورون علينا أن نمتثل أمر الله وأن نترك نهيه سبحانه وتعالى؛ لأنه ربنا وإلهنا والمنعم علينا وخالقنا ورازقنا، وهو أعلم بمصالحنا من أنفسنا، فعلينا أن نسلم لأمره ولا نعترض، أرأيت لو كان إنسان عند مالك له من أبناء الدنيا من الناس فقال لمالكه إذا أمره: أنا لا أمتثل حتى تبين لي مقصدك من هذا الأمر! قال له سيده: هات لنا البعير الفلاني، هات لنا الإناء الفلاني، هات لنا الشاة الفلانية، هات لنا البساط الفلاني، إذا قال المملوك: أنا لا آتي به حتى تعلمني ويش القصد ما هي الحكمة، فهل يكون هذا العبد مرضياً عليه؟ وهل يكون هذا العبد أديباً؟ ليس بأديب ولا مرضي عليه، بل ربما ضربه سيده وربما باعه بأرخص الأثمان؛ لأنه ليس بأديب، فالواجب أن يمتثل ما قاله سيده وأن يحضره إلا إذا كان شيء يضره أو فيه معصية لله هذا شيء آخر محل بحث، لكن في الجملة الخادم والعبد يمتثل ما يستطيعه وما لا يعلم فيه معصية لله سبحانه وتعالى، فإذا كان العبد للعبد؛ الخادم للعبد لو اعترض يكون سيئ الخلق وسيئ الأدب فكيف بالعبد مع ربه الخلاق العليم؟ العالم بمصالح العباد، كيف يعترض وكيف يقول يعني بلسان حاله: أنا ما أمتثل حتى أعرف ويش حكمة الصوم، ويش حكمة الصلاة، ويش حكمة مروري على أمام كذا، ويش حكمة طوافي، ويش حكمة شربي قائماً أو قاعداً إلى آخر هذا؟ لا.من الأدب ومن العبودية ومن القيام بالواجب أن يمتثل وأن لا يقف عند مراعاة الحكمة. نعم.
المقدم: رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا ورسولاً.
والسترة تكون نحو ثلثي ذراع تقريباً؛ لأن الرسول ﷺ قال: إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل ومؤخرة الرحل: هي العود الذي يكون خلف ظهر الراكب في السدال الذي كانوا يستعملونه في الإبل وهو نحو ثلثي ذراع، فإذا كانت السترة نحو ثلثي ذراع أو أكثر كعصاً تركز، أو مركاً يجعل أمامه، أو حجراً كبير أو كرسي أمامه أو نحو ذلك فإن هذا يقال له: سترة، فينبغي أن تكون قريباً منه حول موضع سجوده، والمسافة التي تكون مانعة من القطع ثلاثة أذرع، فإذا كان المار أمامها وليس هناك سترة لم يقطع؛ لأنه ﷺ صلى لما فتح الله عليه مكة صلى في الكعبة وجعل بينه وبين الجدار الغربي ثلاثة أذرع، قالوا: فهذا يدل على مقدار ما بين رجلي المصلي ومحل السترة، فإذا كان الذي أمام المصلي أكثر من ثلاثة أذرع ومر مار أمامه فإنه لا يقطع صلاته ولا يحرم على المار، أما إن كان أقل من ثلاثة أذرع فإنه يقطع يسمى ماراً بين يديه، أو كان بينه وبين السترة فإنه يقطع إذا كان من الثلاثة؛ المرأة.. الحمار.. الكلب الأسود، أما إن كان من غير الثلاثة كمرور الرجل، مر رجل أو مر كلب غير أسود، أو مرت دابة كالإبل شاة بقرة ونحو ذلك هذا لا يقطع كلها لا تقطع، لكن ما ينبغي المرور، يمنع المرور؛ لأن الرسول ﷺ أمر بمنع المار قال ﷺ: إذا كان أحد يصلي إلى شيء يستره من الناس فلا يدع أحد يمر بين يديه.
فالمقصود أنه يلاحظ منع المار حتى لا يشوش عليه صلاته ولو كان غير الثلاثة، ولو كان رجل، ولو كان بهيمة، يحاول أن لا تمر حتى لا تشوش عليه صلاته، وربما غلبه المار فلا يقطع صلاته، كالرجل غلبه ومر أو دابة غلبته أو صبي غلب ومر ما يضر صلاته صلاته صحيحة، إلا إذا كان المار امرأة أو حماراً أو كلباً أسود بينه وبين السترة أو في الثلاثة الأذرع يعني قريباً منه إذا لم يكن هناك سترة، هذا هو ملخص ما دلت عليه الأحاديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام. نعم.
المقدم: سماحة الشيخ! لعله من المناسب أن تتفضلوا بإيضاح ذلك الإشكال الذي أشكل على إحدى الصحابيات إن لم تكن من إحدى أمهات المؤمنين حينما ألحقت المرأة بالكلب الأسود وبالحمار، لعل لهذا المقام مناسبة في أن توضحوا هذا لو تكرمتم؟
الجواب: نعم، جاء عن عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين أنها لا ترى أن المرأة تقطع وخفي عليها الحديث وقالت: بئس ما شبهتمونا بالحمير والكلاب، كنت أضطجع بين يدي رسول الله ﷺ وهو يصلي فظنت رضي الله عنها أن اضطجاعها مثل المرور، وليس الأمر كذلك عند أهل العلم.
قال العلماء: المرور شيء واضطجاعها أمامه ﷺ شيء آخر، فلو كانت المرأة مضطجعة على سريرها أو في الأرض وصلى إليها لا بأس لا حرج كان يصلي إليها وهي أمامه عليه الصلاة والسلام لا حرج في ذلك ولا تقطع صلاته إنما القطع بالمرور من جانب إلى جانب، فإذا مرت من جانب إلى جانب أمامه بينه وبين السترة أو في أقل من ثلاثة أذرع في الثلاث الأذرع هذا هو محل القطع، أما الحكمة فالله أعلم ما هي الحكمة الذي جعلت المرأة تلحق بالحمار والكلب الأسود الله أعلم سبحانه وتعالى، ويمكن أن يقال: إن الحكمة في ذلك أن المرأة تتعلق بها نفوس الرجال وميول الرجال وشهوات الرجال فربما يكون مرورها سبباً ...... نفس المصلي وتحرك قلبه لشيء مما يتعلق بالنساء فكان مرورها قاطعاً للصلاة حتى يمنع مرورها منعاً باتاً حتى لا يتساهل في ذلك، متى علم أن مرورها يقطع صار ذلك من أسباب منع المرور وقطع هذه المادة، يمكن أن يقال هذا والله أعلم، الحكمة قد تظهر وقد لا تظهر ولكن المسلمون مأمورون بأن يتلقوا أحكام الله ويقبلوها ويعملوا بها وإن لم يعرفوا حكمتها، مع الإيمان بأن ربنا سبحانه حكيم عليم، كما قال : إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا [النساء:11]، إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ [الأنعام:83]، هكذا في آيات كثيرات يعلم عباده أنه حكيم فيما يشرع من مواريث ومن صلوات ومن غير ذلك، كما أنه حكيم فيما يقدره على العباد من مرض أو موت أو غنى أو فقر أو حرب أو سلم أو غير ذلك، هو الحكيم العليم سبحانه في كل شيء وإن لم يطلعنا على الحكمة في بعض المسائل، وإن لم نعرف الحكمة ولم تتضح لنا فعلينا أن نؤمن بأنه حكيم عليم وإن لم نعرف تلك الحكمة، كما أنه سبحانه شرع الفجر ثنتين والمغرب ثلاثاً والظهر والعصر والعشاء أربعاً فما هي الحكمة؟ الله أعلم. لماذا جعل المغرب ثلاثاً؟ ولماذا جعل الفجر ثنتين والجمعة ثنتين؟ ولماذا جعل الظهر والعصر والعشاء أربعاً؟ ولماذا جعل الصيام في رمضان لا في غيره كالمحرم وكرجب، ولماذا جعله شهراً بدون زيادة؟ وقد تظهر الحكمة في عدم الزيادة أنه تخفيف ورحمة من الله، لكن كونه جعله في هذا الوقت المعين بين شوال وبين شعبان، الله هو الذي يعلم الحكمة سبحانه وتعالى، كذلك كونه شرع الزكاة في مال دون مال لحكمة بالغة قد تظهر للعباد وقد لا تظهر للعباد.. إلى غير ذلك من المسائل التي قد تخفى فيها الحكمة على الناس لكن يجب الإيمان بأنه حكيم عليم، وهكذا في المخلوقات قد يقول قائل: لماذا خلق الذباب؟ لماذا خلق الخنفساء؟ لماذا خلق العقرب؟ لماذا خلق الحية؟ لماذا خلق أشياء أخرى؟ نقول: إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ [الأنعام:83]، هو الخلاق العليم وهو الحكيم العليم؛ لحكمة بالغة خلق هذه الأشياء سبحانه وتعالى، ومن ذلك: أن يعلم أنه على كل شيء قدير، وأن ما شاء فعل لا راد لقضائه ولا راد لأمره سبحانه وتعالى، فهكذا يقال في بقية الأمور التي تخفى حكمتها ككون المرأة تقطع الصلاة. نعم.
المقدم: بارك الله فيكم، إذاً لا داعي للمناقشة، لا داعي للتأثر، لا داعي لفتح الباب أمام أولئك الذين يثيرون الشبه؟
الشيخ: ليس هناك داعي نحن عبيد، عبيد مأمورون علينا أن نمتثل أمر الله وأن نترك نهيه سبحانه وتعالى؛ لأنه ربنا وإلهنا والمنعم علينا وخالقنا ورازقنا، وهو أعلم بمصالحنا من أنفسنا، فعلينا أن نسلم لأمره ولا نعترض، أرأيت لو كان إنسان عند مالك له من أبناء الدنيا من الناس فقال لمالكه إذا أمره: أنا لا أمتثل حتى تبين لي مقصدك من هذا الأمر! قال له سيده: هات لنا البعير الفلاني، هات لنا الإناء الفلاني، هات لنا الشاة الفلانية، هات لنا البساط الفلاني، إذا قال المملوك: أنا لا آتي به حتى تعلمني ويش القصد ما هي الحكمة، فهل يكون هذا العبد مرضياً عليه؟ وهل يكون هذا العبد أديباً؟ ليس بأديب ولا مرضي عليه، بل ربما ضربه سيده وربما باعه بأرخص الأثمان؛ لأنه ليس بأديب، فالواجب أن يمتثل ما قاله سيده وأن يحضره إلا إذا كان شيء يضره أو فيه معصية لله هذا شيء آخر محل بحث، لكن في الجملة الخادم والعبد يمتثل ما يستطيعه وما لا يعلم فيه معصية لله سبحانه وتعالى، فإذا كان العبد للعبد؛ الخادم للعبد لو اعترض يكون سيئ الخلق وسيئ الأدب فكيف بالعبد مع ربه الخلاق العليم؟ العالم بمصالح العباد، كيف يعترض وكيف يقول يعني بلسان حاله: أنا ما أمتثل حتى أعرف ويش حكمة الصوم، ويش حكمة الصلاة، ويش حكمة مروري على أمام كذا، ويش حكمة طوافي، ويش حكمة شربي قائماً أو قاعداً إلى آخر هذا؟ لا.من الأدب ومن العبودية ومن القيام بالواجب أن يمتثل وأن لا يقف عند مراعاة الحكمة. نعم.
المقدم: رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا ورسولاً.