الجواب: كلتا الحادثتين وقعت في عهد النبي ﷺ، فقد حجت معه عائشة رضي الله عنها وأصابها الحيض، يعني: الدورة الشهرية، في مكة قبل الخروج إلى منى وعرفات، فأمرها النبي ﷺ أن تغتسل للنظافة وتلبي بالحج مع العمرة، وكانت قد دخلت للعمرة فجاءها الحيض في سرف موضع قرب مكة قبل أن تطوف قبل أن تسعى، فأمرها النبي ﷺ أن تلبي بالحج، وأن تدع العمرة وتكون بهذا قارنة بين الحج والعمرة ففعلت، فلما طافت وسعت يوم العيد، قال لها النبي ﷺ: طوافك بالبيت وبين الصفا والمروة يكفيك لحجك وعمرتك فأخبرها ﷺ أن عملها هذا يكفيها للحج والعمرة، وهو الطواف والسعي؛ لأنها دخلت العمرة في الحج، كما قال النبي ﷺ: دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة فهذا شأن الحائض إذا أصابها الحيض قبل أن تطوف وتسعى للعمرة، فإنها تلبي بالحج، وتدخل ... العمرة وتكون قارنة ويكون عملها واحداً تطوف لحجها وعمرتها طوافاً واحداً سبعة أشواط وتسعى سعياً واحداً سبعة أشواط، ويكفي هذا في حجها وعمرتها.
أما لو جاءها الحيض وقد فرغت من العمرة، بأن طافت وسعت وقصرت وحلت، ثم جاءها الحيض قبل خروجها إلى منى أو في منى أو في عرفات فإنها تكمل الحج، تفعل ما يفعل الحجاج كما قال النبي ﷺ لـعائشة: افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري، فأمرها أن تفعل ما يفعل الحجاج، غير ألا تطوف حتى تطهر.
فتقف مع الناس في عرفات تذكر الله وتدعو وتقف معهم في مزدلفة، تذكر الله وتدعو، ترمي الجمار يوم العيد وهكذا الأيام بعدها، أيام التشريق وتبيت بمنى أيام منى، تفعل ما يفعله الحجاج من كل شيء إلا أنها لا تطوف، تبقى عن الطواف حتى تطهر، فإذا طهرت اغتسلت وطافت لحجها وسعت، هذا هو المشروع لمن أصيبت بالدورة الشهرية وهي الحيض، فلا يمنعها هذا الحيض إلا من الطواف، والسعي يكون بعد هذا الأفضل، يؤجل معه السعي فإذا طهرت طافت وسعت ولو بعد أيام منى، لا يضرها ذلك، أما إذا كان الحيض أصابها قبل أن تحل من العمرة فقد تقدم البيان، وأنها تلبي بالحج مع العمرة وتكون قارنة، ويكفيها الطواف والسعي للأمرين جميعاً للحج والعمرة جميعاً كما تقدم.
أما النفساء فهي مثل الحائض، فقد أصاب ذلك أسماء بنت عميس ، فإنها ولدت في الميقات في حجة النبي ﷺ، ولدت محمد بن أبي بكر ولدها محمد بن أبي بكر الصديق ، ولدته في ذي الحليفة، فأمرها النبي ﷺ أن تغتسل يعني: للنظافة، وأن تستنفر بشيء يحفظ عنها الدم، وأن تلبي مع الناس، ففعلت رضي الله عنها وأرضاها فاغتسلت ولبت مع الناس وحجت مع الناس، لكنها لا تطوف ولا تسعى حتى تطهر كما في حق الحائض، تفعل ما يفعل الحجاج من التلبية والذكر، والوقوف بعرفة يوم التاسع، والمبيت بمزدلفة ليلة العاشرة، ورمي الجمار يوم العيد وما بعده، والمبيت بمنى أيام منى، كل هذا تفعله النفساء كالحائض وكالطاهرات، لكن يبقى عليها الطواف والسعي، فإذا طهرت من نفاسها، ولو بعد أيام بمنى بأيام، تطوف وتسعى لحجها والحمد لله، كما فعلت أسماء بنت عميس بأمر النبي عليه الصلاة والسلام. نعم.
المقدم: أحسن الله إليكم.
أما لو جاءها الحيض وقد فرغت من العمرة، بأن طافت وسعت وقصرت وحلت، ثم جاءها الحيض قبل خروجها إلى منى أو في منى أو في عرفات فإنها تكمل الحج، تفعل ما يفعل الحجاج كما قال النبي ﷺ لـعائشة: افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري، فأمرها أن تفعل ما يفعل الحجاج، غير ألا تطوف حتى تطهر.
فتقف مع الناس في عرفات تذكر الله وتدعو وتقف معهم في مزدلفة، تذكر الله وتدعو، ترمي الجمار يوم العيد وهكذا الأيام بعدها، أيام التشريق وتبيت بمنى أيام منى، تفعل ما يفعله الحجاج من كل شيء إلا أنها لا تطوف، تبقى عن الطواف حتى تطهر، فإذا طهرت اغتسلت وطافت لحجها وسعت، هذا هو المشروع لمن أصيبت بالدورة الشهرية وهي الحيض، فلا يمنعها هذا الحيض إلا من الطواف، والسعي يكون بعد هذا الأفضل، يؤجل معه السعي فإذا طهرت طافت وسعت ولو بعد أيام منى، لا يضرها ذلك، أما إذا كان الحيض أصابها قبل أن تحل من العمرة فقد تقدم البيان، وأنها تلبي بالحج مع العمرة وتكون قارنة، ويكفيها الطواف والسعي للأمرين جميعاً للحج والعمرة جميعاً كما تقدم.
أما النفساء فهي مثل الحائض، فقد أصاب ذلك أسماء بنت عميس ، فإنها ولدت في الميقات في حجة النبي ﷺ، ولدت محمد بن أبي بكر ولدها محمد بن أبي بكر الصديق ، ولدته في ذي الحليفة، فأمرها النبي ﷺ أن تغتسل يعني: للنظافة، وأن تستنفر بشيء يحفظ عنها الدم، وأن تلبي مع الناس، ففعلت رضي الله عنها وأرضاها فاغتسلت ولبت مع الناس وحجت مع الناس، لكنها لا تطوف ولا تسعى حتى تطهر كما في حق الحائض، تفعل ما يفعل الحجاج من التلبية والذكر، والوقوف بعرفة يوم التاسع، والمبيت بمزدلفة ليلة العاشرة، ورمي الجمار يوم العيد وما بعده، والمبيت بمنى أيام منى، كل هذا تفعله النفساء كالحائض وكالطاهرات، لكن يبقى عليها الطواف والسعي، فإذا طهرت من نفاسها، ولو بعد أيام بمنى بأيام، تطوف وتسعى لحجها والحمد لله، كما فعلت أسماء بنت عميس بأمر النبي عليه الصلاة والسلام. نعم.
المقدم: أحسن الله إليكم.