الجواب:
قد شرع الله لعباده التوبة، الله قال سبحانه: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31]، وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا [التحريم:8]، وقال جل وعلا: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى[طه:82]، قال النبي ﷺ: التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
فمن اقترف شيئًا من المعاصي فعليه بالبدار بالتوبة والندم والإقلاع والحذر، والعزم أن لا يعود في ذلك، والله يتوب على التائب سبحانه وتعالى متى صدق في التوبة بالندم على ما مضى والعزم أن لا يعود وأقلع منها تعظيماً لله وخوفاً لله فإنه يتاب عليه ويمحو الله عنه ما مضى من الذنوب فضلاً منه وإحساناً سبحانه وتعالى.
لكن إن كانت المعصية ظلماً للعباد فهذا يحتاج إلى أداء الحق، فعليه التوبة مما وقع بالندم والإقلاع والعزم أن لا يعود، وعليه مع ذلك أداء الحق لمستحقه أو تحلله من ذلك، كونه يقول: سامحني يا أخي، أو اعف عني أو ما أشبه ذلك.. أو يعطيه حقه، للحديث الذي ذكره السائل وغيره من الأحاديث والآيات، فالرسول ﷺ يقول: من كان عنده لأخيه مظلمة فليتحللها اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له -يعني: الظالم- عمل صالح وفي من حسناته بقدر مظلمته، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه، هذا جزاؤه، فينبغي للمؤمن أن يحرص على البراءة والسلامة من حق أخيه، فإما أن يؤديه أو يتحلله منه، وإذا كان عرضاً فلابد من تحلله إن استطاع فإن لم يستطع أو خاف من مغبة ذلك وأن يترتب على إخباره شر أكثر فإنه يستغفر له ويدعو له ويذكره بالمحاسن التي يعرفها عنه بدلاً مما ذكره من السوء، يعني: يغسل السيئات الأولى بالحسنات الأخيرة فيذكره بالخير الذي يعلمه عنه لا يكذب، يذكره بالخير الذي يعلمه عنه فينشر محاسنه ضد السيئات التي نشرها سابقاً، ويستغفر له ويدعو له وبهذا ينتهي من المشكلة. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً.