الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: فـالروم هم النصارى المعروفون، وكانت الحالة بينهم وبين الفرس سجال في الحرب، يدال هؤلاء على هؤلاء تارة وهؤلاء على هؤلاء تارة، فأخبر الله أنهم غلبوا -يعني: غلبتهم الفرس- في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين، فوقع ذلك فغلبت الروم الفرس وكان ذلك في أول المبعث حين كان النبي ﷺ بمكة عليه الصلاة والسلام، وكان ذلك من الآيات والدلائل على صدقه ﷺ وأنه رسول الله حقًا إذ وقع الأمر كما أخبر به في كتابه العظيم.
الله جل وعلا هو العالم بالمغيبات، ويخبر نبيه بما يشاء منها كما أخبره عن كثير مما يكون في آخر الزمان، وكما أخبره عما كان فيما مضى من الزمان من أخبار عاد وثمود وقوم نوح وفرعون وقومه وغير ذلك، وكما أخبره أيضًا عليه الصلاة والسلام بما يكون يوم القيامة وحال أهل الجنة وحال أهل النار إلى غير ذلك، فهذا من جملة الأخبار الغيبية التي أخبر بها القرآن فوقعت كما أخبر، وكان ذلك من علامات صدق رسوله محمد عليه الصلاة والسلام. نعم.
المقدم: جزاك الله خيرًا.
المقصود بالروم في قوله تعالى: {الم * غُلِبَتِ الرُّومُ}
السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من المستمع آدم السوداني مقيم برياض الخضراء، أخونا يسأل عن تفسير بعض آيات من القرآن الكريم بدأها بالسؤال عن تفسير قوله تعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ [الروم:1-3] أرجو من فضيلة الشيخ تفسير هذه الآية الكريمة، ومن هم الروم المذكورون فيها؟