يقول النبي ﷺ: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه هذا حديث عظيم رواه البخاري في الصحيح ، يدل على أن التقرب بالنوافل من أسباب كمال محبة الله للعبد، ويدل على أن معاداة أولياء الله من أسباب حرب الله للعبد، يقول الله : من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب يعني: أعلمته بالحرب.
وأولياء الله هم أهل الإيمان وأهل التقوى من الرجال والنساء، يقال لهم: أولياء الله، المؤمن ولي لله، والمؤمنة ولية لله وهما اللذان يؤديان فرائض الله، ويبتعدان عند محارم الله، ويقفان عن حدود الله، هذا المؤمن وهذا التقي وهذا الولي، ليس الولي صاحب الخرافات من الصوفية وأشباههم، لا. وأصحاب البدع، أولياء الله هم أهل الإيمان، هم أهل التقوى، وإن كانوا زراعين، وإن كانوا عمالاً، وإن كانوا أطباء، وإن كانوا مهندسين، وإن كانوا فراشين في الدوائر.
أولياء الله هم أهل الإيمان هم أهل التقوى هم أهل طاعة الله ورسوله، قال تعالى: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ [يونس:63] بين أنهم هم أهل التقوى والإيمان، هم أهل التوحيد الذين وحدوا الله وعبدوه وحده وأدوا فرائضه من الصلاة وغيرها، وتركوا المحارم، تركوا المعاصي، هؤلاء هم أولياء الله، وإن كان ما لهم كرامات يدعونها كما يدعي الصوفية ، لا. ما هو بلازم كرامات تحصل لهم، أكثر الصحابة ما حصل لهم كرامات وهم أفضل عباد الله، وهم أفضل الأولياء بعد الأنبياء.
فولي الله هو المؤمن والمؤمنة هم أولياء الله، وقال تعالى في سورة الأنفال: وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ [الأنفال:34] أكثر الناس لا يعلم، يحسب الولي هو الذي عنده خرافات وعنده خزعبلات وعنده شعوذة، لا. المؤمن هو الولي والمؤمنة هي ولية الله هم الذين أطاعوا الله ورسوله، هؤلاء هم أولياء الله وإن كانوا مع العمال، وإن كانوا مع الأطباء، وإن كانوا مع الزراع، وإن كانوا تجار باعة يبيعون ويشترون، فمن عاداهم فقد حارب الله.
وأحب شيء إلى الله أن تتقرب إليه بالفرائض، أن تتقرب إلى ربك بالفرائض من الصلوات، والزكوات، والصيام، والحج، والجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذا الشيء يحبه الله عز وجل، هو أحب شيء إليه سبحانه وتعالى.
ثم يستحب لك أن تتقرب إليه بالنوافل؛ بسنة الظهر وسنة المغرب وسنة العشاء.. سنة الفجر، والصلاة قبل العصر.. سنة الضحى.. التهجد بالليل، هذه نوافل يشرع للمؤمن أن يتقرب بها ويستكثر منها ويحافظ عليها حتى تكون محبة الله له أكمل، وحتى يوفق في سمعه وبصره ويده ورجله، يعني: حتى يوفقه الله؛ فلا يسمع إلا ما أباح الله له، ولا ينظر إلا إلى ما أباح الله له، ولا يمشي إلا إلى ما أباح الله له ولا يبطش إلا ما أباح الله له يوفق؛ ولهذا قال الله سبحانه: ولا يزال يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها المعنى: أنه يوفق في هذه الأمور، ما هو بمعناه أن الله سمعه وأن الله بصره، لا. الله فوق العرش فوق جميع الخلق ، ولكن مراده سبحانه أنه يوفقه في سمعه وبصره ومشيه وبطشه؛ ولهذا في الروايات الأخرى يقول الله سبحانه: فبي يسمع، وبي يبصر، وبي يبطش، وبي يمشي يعني: أن يوفقه في أعماله وأقواله وسمعه وبصره، هذا معناه عند أهل العلم، ومع ذلك يعينه الله، إن سأل أعطاه، وإن استعانه أعانه؛ بسبب تقواه لله وإيمانه وهدايته، رزق الله الجميع التوفيق والهداية.
المقدم: بارك الله فيكم.