الجواب: قد تقرر في الأصول أن الشرع: هو ما شرعه الله ورسوله، وأن الدين: هو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل، فمن قال قولاً أو ادعى دعوى فعليه البرهان فعليه الدليل، فإذا قال: هذا بدعة أو هذا مشروع فعليه الدليل الذي يدل على شرعية هذا أو بدعة هذا، وليس تقوى للناس حجة إذا لم تستند على نص من كتاب الله أو من سنة رسوله ﷺ أو من إجماع أهل العلم، فإذا قلت -أنا أو غيري-: هذا بدعة فعلي الدليل، وإذا قال -غيري أو أنا-: هذا مشروع فعلي الدليل، فإذا قلنا: إن الأذان عند القبور والإقامة عند القبور والقراءة عند القبور أو الصلاة عندها بدعة؛ فحجتنا أن الرسول ﷺ قال: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد وقال: اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبوراً ولأنه ﷺ لم يفعل ذلك، والله يقول: لَقَدْْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [الأحزاب:21] فلم يقرأ عند قبر لا هو ولا أصحابه، ولم يؤذن عند قبر ولم يقم عند قبر لا هو ولا أصحابه، ونحن مأمورون بالاتباع، الله يقول: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ [النساء:59] ويقول سبحانه وتعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [الأحزاب:21] ويقول : وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ [التوبة:100] فالمتبع بإحسان هو الذي يسير على نهجهم، ولا يزيد عليهم ولا ينقص بل يتبعهم، ويسير على نهجهم وطريقهم، فعلى من زعم أنه يؤذن في القبر أو يقام أو يقرأ في القبر، أو يلقن الميت عليه الدليل، ونحن بينا أنه لا دليل معه بل الدليل مع خصمه، ولم يثبت أنه صلى الله عليه وسلم لقن الميت ولا أمر بتلقينه، والميت انقطع عمله بعد الممات، الميت ما عاد ينفعه الكلام انقطع عمله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» فالقبر ما هو محل عمل هو محل مساءلة ومحل جزاء، فهذه حجة من قال في هذه الأمور: إنها بدعة.
وإذا قلنا: إنه يشرع للمؤمن أن يصلي على الميت وأن يتبع الجنازة وأن يدعو للميت، وإذا دفنه يدعو له بالمغفرة والثبات؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم فعل ذلك وأمر بذلك، وكان ﷺ إذا فرغ من دفن الميت يقف عليه، ويقول: استغفروا لأخيكم، واسألوا لهه التثبيت فإنه الآن يسأل عليه الصلاة والسلام.
فنحن إذا قلنا: يوقف عليه ويستغفر له يدعى له بالثبات هذا حق؛ لأن الرسول فعل ذلك وأمر به عليه الصلاة والسلام.
فهكذا بقية الأمور كل من ادعى شيئاً أنه مشروع يقال: هات البرهان؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول: قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ [البقرة:111] ومن ادعى أن هذا بدعة يقال: هات البرهان، هكذا هذا هو الميزان وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ [الشورى:10].. فَإِنْْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء:59] ولولا هذا لقال كل واحد ما شاء، ولهذا عرفنا أن البناء على القبور القباب واتخاذ المساجد عليها بدعة، لماذا؟ لأن الرسول أنكر هذا عليه الصلاة والسلام، وقال: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد وقال جابر بن عبد الله : نهى رسول الله ﷺ عن تجصيص القبور، والقعود عليها والبناء عليها رواه مسلم في الصحيح، فلهذا نقول: إن البناء على القبور واتخاذ المساجد عليها والقباب من البدع المنكرة؛ لأن الرسول ﷺ لعن من فعل ذلك ونهى عن تجصيص القبور، ونهى عن البناء عليها، فوجب علينا الامتثال، وجب علينا أن نعمل بما وجهنا إليه عليه الصلاة والسلام. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً، إذاً الأعمال وإن كان ظاهرها الفضيلة فلا بد وأن تكون مدعمة بالأدلة من الشريعة الإسلامية حتى تكون عملاً مسنوناً يتبعه الناس ويعملوه؟
الشيخ: نعم.
المقدم: بارك الله فيكم.
وإذا قلنا: إنه يشرع للمؤمن أن يصلي على الميت وأن يتبع الجنازة وأن يدعو للميت، وإذا دفنه يدعو له بالمغفرة والثبات؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم فعل ذلك وأمر بذلك، وكان ﷺ إذا فرغ من دفن الميت يقف عليه، ويقول: استغفروا لأخيكم، واسألوا لهه التثبيت فإنه الآن يسأل عليه الصلاة والسلام.
فنحن إذا قلنا: يوقف عليه ويستغفر له يدعى له بالثبات هذا حق؛ لأن الرسول فعل ذلك وأمر به عليه الصلاة والسلام.
فهكذا بقية الأمور كل من ادعى شيئاً أنه مشروع يقال: هات البرهان؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول: قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ [البقرة:111] ومن ادعى أن هذا بدعة يقال: هات البرهان، هكذا هذا هو الميزان وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ [الشورى:10].. فَإِنْْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء:59] ولولا هذا لقال كل واحد ما شاء، ولهذا عرفنا أن البناء على القبور القباب واتخاذ المساجد عليها بدعة، لماذا؟ لأن الرسول أنكر هذا عليه الصلاة والسلام، وقال: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد وقال جابر بن عبد الله : نهى رسول الله ﷺ عن تجصيص القبور، والقعود عليها والبناء عليها رواه مسلم في الصحيح، فلهذا نقول: إن البناء على القبور واتخاذ المساجد عليها والقباب من البدع المنكرة؛ لأن الرسول ﷺ لعن من فعل ذلك ونهى عن تجصيص القبور، ونهى عن البناء عليها، فوجب علينا الامتثال، وجب علينا أن نعمل بما وجهنا إليه عليه الصلاة والسلام. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً، إذاً الأعمال وإن كان ظاهرها الفضيلة فلا بد وأن تكون مدعمة بالأدلة من الشريعة الإسلامية حتى تكون عملاً مسنوناً يتبعه الناس ويعملوه؟
الشيخ: نعم.
المقدم: بارك الله فيكم.