الجواب: هذا فيه تفصيل: إذا كان المسجد بعيداً لا يسمعون النداء، كما ذكره السائل إذا كانوا لا يسمعون النداء ويشق عليهم الذهاب إلى المسجد لم يلزمهم ذلك، وعليهم أن يصلوا ظهراً في محلهم إن لم يتيسر لهم إقامة الجمعة، فإن تيسر لهم إقامة الجمعة أقاموها، فيقيموا الجمعة عندهم في محلهم في قريتهم ولا حاجة إلى ذهابهم إلى القرية الأخرى، إذا كانوا ثلاثة أو أكثر وجب عليهم في أصح أقوال أهل العلم أن يقيموا الجمعة وليس من شرطها أربعون على الصحيح، هذا قول ضعيف فإذا وجد في القرية ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو عشرة أقاموا الجمعة، وخطب بهم أحدهم وصلى بهم وخطب بما تيسر مما فيه عظة وذكرى للحاضرين والحمد لله، يحمد الله ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويتشهد الشهادتين ويعظ إخوانه ويذكرهم بما تيسر، ثم يجلس ثم يقوم فيخطب الثانية ويذكر إخوانه مثلما فعل في الأولى، ثم يصلي بهم ركعتين يجهر فيهما بالقراءة كما هو معلوم، ولا يلزمهم الذهاب إلى المسجد البعيد فإن الكيلوين فيهما بعد ومشقة، ولا سيما إذا كانت الأرض فيها وعورة جبلية.
فالمقصود أنهم يقيموا الجمعة في محلهم ويكفي، أما إذا تيسر لهم أن يذهبوا مع إخوانهم ويكثروا جمعهم، ولا مشقة عليهم فذهابهم مع إخوانهم هناك وصلاتهم معهم أفضل، كلما كثرت الجماعة وكلما تجمع المسلمون كان خيراً لهم وأفضل، ولكن لا يلزمهم والحال ما ذكر، فلهم أن يقيموا الجمعة في محلهم ويصلوا في محلهم والحمد لله.
فالمقصود أنهم يقيموا الجمعة في محلهم ويكفي، أما إذا تيسر لهم أن يذهبوا مع إخوانهم ويكثروا جمعهم، ولا مشقة عليهم فذهابهم مع إخوانهم هناك وصلاتهم معهم أفضل، كلما كثرت الجماعة وكلما تجمع المسلمون كان خيراً لهم وأفضل، ولكن لا يلزمهم والحال ما ذكر، فلهم أن يقيموا الجمعة في محلهم ويصلوا في محلهم والحمد لله.