الجواب: زيارة قبر النبي ﷺ سنة وقربة، إذا كانت زيارة القبور الأخرى سنة فمن باب أولى زيارة قبره عليه الصلاة والسلام.
والصلاة في مسجده ﷺ سنة وقربة، ومن أجلها تشد الرحال إلى مسجده ﷺ وإلى المسجد الحرام وإلى المسجد الأقصى كما قال النبي ﷺ: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى وقال عليه الصلاة والسلام: صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام.
إنما الذي يمنع في أصح قولي العلماء شد الرحال من أجل القبر وحده.
كونه يشد الرحل من أجل القبر لا من أجل المسجد ولا من أجلهما معاً ولكن من أجل القبر وحده، هذا هو الذي يمنع في أصح قولي العلماء لهذا الحديث، لقوله ﷺ: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ... فإذا منع شد الرحال إلى مسجد غير هذه الثلاثة فمن باب أولى شد الرحال إلى بقعة أخرى أو إلى قبر، من باب أولى أن يمنع؛ لأن المساجد أفضل بقاع الأرض، كما صح عن النبي ﷺ أنه قال: خير بقاع الأرض مساجدها وشرها أسواقها.
فإذا كانت المساجد التي هي خير بقاع الأرض لا تشد الرحال إليها للتقرب فيها إلا هذه الثلاثة المساجد، فهكذا يمنع من باب أولى أن تشد الرحال إلى قبر من القبور لا قبر النبي ﷺ ولا غيره، أو إلى بقعة يقال أنه جلس فيها رجل صالح، أو صلى فيها أو نحو ذلك، لماذا؟ لأن شد الرحل للقبر يتخذ وسيلة إلى الغلو ودعاء صاحب القبر والاستغاثة به، أو النذر له، أو الصلاة عند قبره، أو الدعاء عنده، وهذه وسائل للشرك، الصلاة عند القبر أو الدعاء عنده أو القراءة من وسائل الشرك.
أما دعاء القبر؛ دعاء صاحب القبر والاستغاثة بصاحب القبر هذا نفس الشرك وعين الشرك الذي حرمه الله عز وجل، فمن أجل هذا والله أعلم حرم الله شد الرحال إلى غير الثلاثة المساجد سداً لذرائع الشرك، وحسماً لوسائله، فإذا شد الرحل ليصلي في المسجد وليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فلا بأس، دخلت الزيارة تبعاً، أما أن يكون شده للرحل من أجل القبر فقط فهذا هو الذي يمنع.
ولكن لا أظن مسلماً يقصد هذا، فإن المسلم الذي يفهم الإسلام لا يقصد القبر وحده وإنما يشد الرحل ليصلي في المسجد وليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فتكون الزيارة تابعة للمسجد، فلا حرج في ذلك.
وأما من كان في المدينة مقيماً فهذا يشرع له أن يزور بين وقت وآخر، ويسلم على النبي ﷺوعلى صاحبيه، كما يزور البقيع وشهداء أحد ويسلم عليهم بين وقت وآخر، لقوله ﷺ: زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة وكان يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، وغيره في حديث عائشة: يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين.
وكان إذا زار البقيع يقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، غداً مؤجلون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد فيدعو لهم عليه الصلاة والسلام، هذه هي السنة؛ زيارة القبور للدعاء لهم، للترحم على الموتى ولذكر الآخرة والزهد في الدنيا، لا تزار القبور لدعاء أهلها أو الاستغاثة بهم، أو الدعاء عند قبورهم، أو الصلاة عندها، أو القراءة عندها، لا، ولكن تزار للاستغفار لهم والترحم عليهم، والدعاء لهم بالرحمة والمغفرة، ولذكر الآخرة وذكر الموت والزهد في الدنيا هذه هي المقاصد لزيارة القبور.
لكن أهل الجهل ولكن الغلاة يزورون القبور ليدعوا الموتى، ليدعوهم من دون الله، ليستغيثوا بهم، ليطلبوهم المدد والعون، وهذا هو الشرك الأكبر، أو يزوروهم من أجل البدع كالصلاة عند قبورهم يظنون أنها أجوب وأنفع وأفضل، أو الدعاء عند القبور، أو القراءة عندها، وهذا أيضاً بدعة؛ لأنه وسيلة إلى الشرك، اليوم يصلي عندها لله وفي يوم آخر قد يصلي لأهلها، قد يجعل الصلاة للميت والسجود له فيقع في الشرك.
وهكذا الدعاء عندها وهكذا القراءة عندها، هذه بدعة وقد تجر هذه البدعة إلى أن يقصد الميت بأن يدعوه من دون الله أو يستغيث به من دون الله أو نحو ذلك من أنواع الشرك، نسأل الله السلامة. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً.
إذن زيارة أخينا هذا وإن كان في فمه بخر ليس فيها شيء من ناحية الشرع؟
الشيخ: نعم، ليس فيها شيء.
المقدم: بارك الله فيكم.
والصلاة في مسجده ﷺ سنة وقربة، ومن أجلها تشد الرحال إلى مسجده ﷺ وإلى المسجد الحرام وإلى المسجد الأقصى كما قال النبي ﷺ: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى وقال عليه الصلاة والسلام: صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام.
إنما الذي يمنع في أصح قولي العلماء شد الرحال من أجل القبر وحده.
كونه يشد الرحل من أجل القبر لا من أجل المسجد ولا من أجلهما معاً ولكن من أجل القبر وحده، هذا هو الذي يمنع في أصح قولي العلماء لهذا الحديث، لقوله ﷺ: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ... فإذا منع شد الرحال إلى مسجد غير هذه الثلاثة فمن باب أولى شد الرحال إلى بقعة أخرى أو إلى قبر، من باب أولى أن يمنع؛ لأن المساجد أفضل بقاع الأرض، كما صح عن النبي ﷺ أنه قال: خير بقاع الأرض مساجدها وشرها أسواقها.
فإذا كانت المساجد التي هي خير بقاع الأرض لا تشد الرحال إليها للتقرب فيها إلا هذه الثلاثة المساجد، فهكذا يمنع من باب أولى أن تشد الرحال إلى قبر من القبور لا قبر النبي ﷺ ولا غيره، أو إلى بقعة يقال أنه جلس فيها رجل صالح، أو صلى فيها أو نحو ذلك، لماذا؟ لأن شد الرحل للقبر يتخذ وسيلة إلى الغلو ودعاء صاحب القبر والاستغاثة به، أو النذر له، أو الصلاة عند قبره، أو الدعاء عنده، وهذه وسائل للشرك، الصلاة عند القبر أو الدعاء عنده أو القراءة من وسائل الشرك.
أما دعاء القبر؛ دعاء صاحب القبر والاستغاثة بصاحب القبر هذا نفس الشرك وعين الشرك الذي حرمه الله عز وجل، فمن أجل هذا والله أعلم حرم الله شد الرحال إلى غير الثلاثة المساجد سداً لذرائع الشرك، وحسماً لوسائله، فإذا شد الرحل ليصلي في المسجد وليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فلا بأس، دخلت الزيارة تبعاً، أما أن يكون شده للرحل من أجل القبر فقط فهذا هو الذي يمنع.
ولكن لا أظن مسلماً يقصد هذا، فإن المسلم الذي يفهم الإسلام لا يقصد القبر وحده وإنما يشد الرحل ليصلي في المسجد وليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فتكون الزيارة تابعة للمسجد، فلا حرج في ذلك.
وأما من كان في المدينة مقيماً فهذا يشرع له أن يزور بين وقت وآخر، ويسلم على النبي ﷺوعلى صاحبيه، كما يزور البقيع وشهداء أحد ويسلم عليهم بين وقت وآخر، لقوله ﷺ: زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة وكان يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، وغيره في حديث عائشة: يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين.
وكان إذا زار البقيع يقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، غداً مؤجلون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد فيدعو لهم عليه الصلاة والسلام، هذه هي السنة؛ زيارة القبور للدعاء لهم، للترحم على الموتى ولذكر الآخرة والزهد في الدنيا، لا تزار القبور لدعاء أهلها أو الاستغاثة بهم، أو الدعاء عند قبورهم، أو الصلاة عندها، أو القراءة عندها، لا، ولكن تزار للاستغفار لهم والترحم عليهم، والدعاء لهم بالرحمة والمغفرة، ولذكر الآخرة وذكر الموت والزهد في الدنيا هذه هي المقاصد لزيارة القبور.
لكن أهل الجهل ولكن الغلاة يزورون القبور ليدعوا الموتى، ليدعوهم من دون الله، ليستغيثوا بهم، ليطلبوهم المدد والعون، وهذا هو الشرك الأكبر، أو يزوروهم من أجل البدع كالصلاة عند قبورهم يظنون أنها أجوب وأنفع وأفضل، أو الدعاء عند القبور، أو القراءة عندها، وهذا أيضاً بدعة؛ لأنه وسيلة إلى الشرك، اليوم يصلي عندها لله وفي يوم آخر قد يصلي لأهلها، قد يجعل الصلاة للميت والسجود له فيقع في الشرك.
وهكذا الدعاء عندها وهكذا القراءة عندها، هذه بدعة وقد تجر هذه البدعة إلى أن يقصد الميت بأن يدعوه من دون الله أو يستغيث به من دون الله أو نحو ذلك من أنواع الشرك، نسأل الله السلامة. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً.
إذن زيارة أخينا هذا وإن كان في فمه بخر ليس فيها شيء من ناحية الشرع؟
الشيخ: نعم، ليس فيها شيء.
المقدم: بارك الله فيكم.