الجواب:
الحمد لله، وبعد: هذا العمل بدعة لا يجوز؛ لقول النبي ﷺ: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد[1] متفق على صحته، وقوله ﷺ: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهوو رد[2]أخرجه مسلم في صحيحه، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
ولم يكن من سنته ﷺ ولا من سنة خلفائه الراشدين القراءة على القبور، أو الاحتفال بالموتى وذكرى وفاتهم، والخير كله في اتباع الرسول ﷺ، وخلفائه الراشدين ومن سلك سبيلهم، كما قال الله : وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة:100] وقال النبي ﷺ: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمورر فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة[3] وصح عنه ﷺأنه كان يقول في خطبته يوم الجمعة: أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمورر محدثاتها، وكل بدعة ضلالة[4] والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
وقد أوضح النبي ﷺ في الأحاديث الصحيحة ما ينفع المسلم بعد موته فقال ﷺ: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا منن ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له[5] خرجه مسلم في صحيحه، وسأله ﷺ رجل فقال: يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد وفاتهما؟ فقال ﷺ: نعم الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما[6] والمراد بالعهد الوصية التي يوصي بها الميت، فمن بره إنفاذها إذا كانت موافقة للشرع المطهر، ومن بر الوالدين الصدقة عنهما، والدعاء لهما، والحج والعمرة عنهما. والله ولي التوفيق[7].
- صحيح البخاري الصلح (2697) ، صحيح مسلم الأقضية (1718) ، سنن أبو داود السنة (4606) ، سنن ابن ماجه المقدمة (14) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256) .
- صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256) .
- سنن أبي داود السنة (4607) ، مسند أحمد بن حنبل (4/127) ، سنن الدارمي المقدمة (95) .
- صحيح مسلم الجمعة (867)، سنن النسائي صلاة العيدين (1578)، سنن ابن ماجه المقدمة (45)، مسند أحمد بن حنبل (3/311)، سنن الدارمي المقدمة (206).
- صحيح مسلم الوصية (1631)، سنن الترمذي الأحكام (1376)، سنن النسائي الوصايا (3651)، سنن أبي داود الوصايا (2880)، سنن ابن ماجه المقدمة (242)، مسند أحمد بن حنبل (2/372)، سنن الدارمي المقدمة (559).
- سنن أبي داود الأدب (5142)، سنن ابن ماجه الأدب (3664).
- نشرت في (مجلة الدعوة) العدد (1646) في 24/2/1419 هـ. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 13/ 271).