ج: إذا كان الإمام تأخر عن الموعد المعتاد وتقدم بعض المأمومين وصلى بالناس فلا حرج، وصلاته صحيحة، وصلاتهم صحيحة؛ لأن الرسول ﷺ لما تأخر صلى عبدالرحمن بن عوف بالناس، ولم ينكر عليه النبي ﷺ، بل أقره على ذلك وصلى معهم ما بقي من الصلاة، فقد ثبت عنه ﷺ أنه كان في غزوة تبوك في صلاة الفجر تخلف لقضاء حاجته، فلما حضر وقت الصلاة وتأخر النبي ﷺ أقيمت الصلاة وصلى عبدالرحمن بن عوف الزهري -أحد العشرة المبشرين بالجنة- بالناس، فجاء النبي ﷺ وقد صلى عبدالرحمن ركعة، فأراد أن يتأخر فأشار له النبي ﷺ فاستمر في الصلاة، وصلى معه النبي ﷺ الركعة التي بقيت، فلما سلم عبدالرحمن ابن عوف قام النبي ﷺ ومعه المغيرة بن شعبة فقضيا ما فاتهما.
فدل ذلك على أن الإمام إذا تأخر فإن الجماعة لا يعطلون بل يقدمون من شاءوا من أهل الخير فيصلي بهم حتى لا يتعطل الناس وهذا هو الحق، أما كون بعض الناس يتسرع ويقيم قبل أن يأتي وقت الصلاة، فهذا غلط لا يجوز وليس لأحد أن يتقدم على الإمام الراتب قبل مجيء الوقت المعتاد إلا بإذنه. ا هـ[1].
فدل ذلك على أن الإمام إذا تأخر فإن الجماعة لا يعطلون بل يقدمون من شاءوا من أهل الخير فيصلي بهم حتى لا يتعطل الناس وهذا هو الحق، أما كون بعض الناس يتسرع ويقيم قبل أن يأتي وقت الصلاة، فهذا غلط لا يجوز وليس لأحد أن يتقدم على الإمام الراتب قبل مجيء الوقت المعتاد إلا بإذنه. ا هـ[1].
- من برنامج (نور على الدرب)، شريط رقم (53). (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 12/143).