الجواب: على كل حال الوالدة لها حق كبير، وبرها واجب، وبرها أعظم من بر الأب، النبي ﷺ لما سئل قال له رجل: يا رسول الله! من أبر؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أباك، فلها ثلاثة الأرباع وله الربع، لكن هذه البنت يعني أساءت التصرف، ذهبت ولم تقابلها ولم توادعها، ولم تخبرها بمكانها، فلا حرج على الوالدة في هذه الحال إذا لم تكتب إليها؛ لأنها لا تعلم مكانها، فلا حرج عليها في هذه الحال، والواجب على البنت التي سافرت أن تكتب لأمها وأن تسأل عن حالها وأن تدعو لها كثيراً وأن تصلها؛ لأن هذا من البر، فالإثم على البنت التي قصرت في حق والدتها إذا لم تكتب إليها ولم تراسلها ولم تصلها، أما الأم فلا شيء عليها في هذه الحال؛ لأنها لا تعلم مكانها وحقها أكبر، فإن احتسبت هي الأم وسألت عنها حتى تعرف مكانها وكتبت إليها أو كلمتها بالهاتف تسأل عن حالها هذا عمل طيب ومن صلة الرحم، ولها أجر كبير في ذلك، وإن قصرت بنتها فهي لا تقصر، وتفعل ما هو الأحسن؛ لأن الرسول عليه السلام قال: ليس الواصل بالمكافي، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها هذا الواصل يعني: في الحقيقة، الواصل على الكمال: هو الذي يصل من قطعه، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: ليس الواصل بالمكافي، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها. نعم.
الأربعاء ٠٢ / جمادى الآخرة / ١٤٤٦