الجواب:
قال الله جلَّ وعلا: وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ [الحج:18]، ما قال: كلهم، قال: كثيرٌ من الناس، فالكفَّار العقلاء هؤلاء لا يُسبّحون التَّسبيح الذي شرعه الله: من صلاةٍ، وصوم، والإتيان بالأذكار الشرعية.
لكن قال العلماء: إنَّهم شاهدون بلسان حالهم وبخلقتهم على أنَّ الله ربّهم وخالقهم ومُوجدهم والمُحسن إليهم، وهو بالحقيقة بلسان الحال، ومشاهدة ما فطرهم الله عليه، وما أعطاهم من النعم، هم بالحقيقة ساجدون لله، خاضعون لله؛ لما خلق فيهم وأوجد فيهم من آياته ونِعَمه العظيمة .
وقد يُسبّح بعضُ عقلائهم، وقد يُثني على الله، ولكن لا ينفعه ذلك؛ لكفره، فقد يقول: سبحان الله، وقد يقول: الحمد لله، وقد يتكلم بكلامٍ طيبٍ، لكن لا ينفعه ما دام كافرًا، فإنَّ أعماله حابطة كما قال : وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام:88].
ولقد يقع من التَّسبيح منهم -وهو الثناء- حسنات يُعطون أجرها في الدنيا، يُعطون عليها في الدنيا، ولا تنفعهم في الآخرة؛ لأنَّ كفرهم وشركهم يُبطلها، ولهذا قال جلَّ وعلا: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ [الحج:18]، فالمعنى: الآخرون ما سجدوا السُّجود الذي أراده الله سبحانه وتعالى، وهكذا قوله جلَّ وعلا: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ [الإسراء:44]، هذا التَّسبيح لا نعلمه، ولكن الله يعلمه، فهم لا يُسبّحون التَّسبيح الشرعي الذي شرعه الله، ولكن قد يكون هناك تسبيحٌ خاصٌّ يقع منهم بغير قصدهم، أو بقصدهم، لكن ليس هو التَّسبيح الشرعي الذي شرعه الله لعباده.
ولكن التَّسبيح معناه: تنزيه الله، ومعناه: الشَّهادة لله بأنه المنعم، وبأنه ربّ العالمين، فالتَّسبيح هو التنزيه والتَّقديس، وقد يكون بلسان المقال، وقد يكون بلسان الحال، وقد يكون بطرقٍ الله أعلم بها ، ولهذا قال: وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ [الإسراء:44].
وقد يكون أراد بقوله: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ يعني: ما عدا الكفار، قد يكون أراد لهم، وظهر ذلك من جهة الأدلة، يعني: ظهر استثناؤهم من جهة الأدلة المعروفة أنَّهم ناكبون عن طريق الله، وصادُّون عن سبيل الله، كما استثناهم في السجود، قال: وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ معناه: وآخرون لم يسجدوا من الكفرة.
فالحاصل أن التَّسبيح عامٌّ من جميع المخلوقات، ولكننا لا نفقه تسبيحهم، هذا هو ظاهر الآية: وإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ، قوله: تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ، ثم قال بعدها: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ يعني: ما من شيءٍ إلا يُسبّح بحمده، فهذه غايةٌ في التَّعميم، وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ نكرة في سياق الشرط، في سياق النفي، مِنْ بمعنى ما، فالنكرة في سياق النفي تعمّ الكفار وغيرهم، ولكن يكون تسبيح الكفار تسبيحًا لا نفقهه، تسبيحًا من جهة ما يقع منهم من ذلٍّ واستكانةٍ لربِّهم صاغرين، داخرين، ومن جهة ما يراه من أعمالهم وتصرُّفاتهم، وما يفعلونه من أشياء غريبة، كلها شاهدةٌ لله بأنه العظيم، وبأنه المُقدَّس .
لكن قال العلماء: إنَّهم شاهدون بلسان حالهم وبخلقتهم على أنَّ الله ربّهم وخالقهم ومُوجدهم والمُحسن إليهم، وهو بالحقيقة بلسان الحال، ومشاهدة ما فطرهم الله عليه، وما أعطاهم من النعم، هم بالحقيقة ساجدون لله، خاضعون لله؛ لما خلق فيهم وأوجد فيهم من آياته ونِعَمه العظيمة .
وقد يُسبّح بعضُ عقلائهم، وقد يُثني على الله، ولكن لا ينفعه ذلك؛ لكفره، فقد يقول: سبحان الله، وقد يقول: الحمد لله، وقد يتكلم بكلامٍ طيبٍ، لكن لا ينفعه ما دام كافرًا، فإنَّ أعماله حابطة كما قال : وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام:88].
ولقد يقع من التَّسبيح منهم -وهو الثناء- حسنات يُعطون أجرها في الدنيا، يُعطون عليها في الدنيا، ولا تنفعهم في الآخرة؛ لأنَّ كفرهم وشركهم يُبطلها، ولهذا قال جلَّ وعلا: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ [الحج:18]، فالمعنى: الآخرون ما سجدوا السُّجود الذي أراده الله سبحانه وتعالى، وهكذا قوله جلَّ وعلا: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ [الإسراء:44]، هذا التَّسبيح لا نعلمه، ولكن الله يعلمه، فهم لا يُسبّحون التَّسبيح الشرعي الذي شرعه الله، ولكن قد يكون هناك تسبيحٌ خاصٌّ يقع منهم بغير قصدهم، أو بقصدهم، لكن ليس هو التَّسبيح الشرعي الذي شرعه الله لعباده.
ولكن التَّسبيح معناه: تنزيه الله، ومعناه: الشَّهادة لله بأنه المنعم، وبأنه ربّ العالمين، فالتَّسبيح هو التنزيه والتَّقديس، وقد يكون بلسان المقال، وقد يكون بلسان الحال، وقد يكون بطرقٍ الله أعلم بها ، ولهذا قال: وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ [الإسراء:44].
وقد يكون أراد بقوله: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ يعني: ما عدا الكفار، قد يكون أراد لهم، وظهر ذلك من جهة الأدلة، يعني: ظهر استثناؤهم من جهة الأدلة المعروفة أنَّهم ناكبون عن طريق الله، وصادُّون عن سبيل الله، كما استثناهم في السجود، قال: وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ معناه: وآخرون لم يسجدوا من الكفرة.
فالحاصل أن التَّسبيح عامٌّ من جميع المخلوقات، ولكننا لا نفقه تسبيحهم، هذا هو ظاهر الآية: وإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ، قوله: تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ، ثم قال بعدها: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ يعني: ما من شيءٍ إلا يُسبّح بحمده، فهذه غايةٌ في التَّعميم، وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ نكرة في سياق الشرط، في سياق النفي، مِنْ بمعنى ما، فالنكرة في سياق النفي تعمّ الكفار وغيرهم، ولكن يكون تسبيح الكفار تسبيحًا لا نفقهه، تسبيحًا من جهة ما يقع منهم من ذلٍّ واستكانةٍ لربِّهم صاغرين، داخرين، ومن جهة ما يراه من أعمالهم وتصرُّفاتهم، وما يفعلونه من أشياء غريبة، كلها شاهدةٌ لله بأنه العظيم، وبأنه المُقدَّس .