ما النصيحة للمتعصبين للأندية الرياضية؟

سائلٌ يقول: يهتم كثيرٌ من الشباب -بل من الكهول أيضًا- بتشجيع الأندية الرياضية بحماسٍ زائدٍ، مما يُحدث بينهم مُشاجرات وخصومات، بل وعداوات أيضًا ومُهاترات شخصية، فما توجيه سماحتكم لمثل هؤلاء؟ جزاكم الله خيرًا.

لا شكَّ أنَّ هذا الحماس لهذه الأندية، الذي يُفضي إلى النزاع الكثير والشَّحناء والعداوة والسِّباب، لا شكَّ أنه منكرٌ؛ لأنَّ المقصود من الرياضة قوةُ البدن، والرياضة على هذا الشيء الذي يطلب من هذه الرياضة، وصلابة الأعضاء، وقوة الأعضاء، وقوة الأعصاب، وتحمّل المشاق، وتحمّل الأثقال، فلا ينبغي لأهلها أن يتسابّوا، أو يتشاحنوا، أو يتعصَّبوا، لا، فالواجب أن يكونوا إخوةً، هكذا أوجب الله عليهم، سواء نجح هذا أو رسب هذا، سواء فاز فريقُ فلانٍ، أو فريق فلانٍ، فهم إخوة مطلقًا، الفائز والذي لم يفز، الواجب ألا يكون بينهم إلا الكلام الطيب، والمُخاطبة بالتي هي أحسن، وعلاج الموضوعات المُشكلة بالحكمة والأسلوب الحسن، لا بالسب والشَّحناء والتَّهاتر والكلام البذيء.
ولا ينبغي أيضًا أن يفعلوا ما يقع في الأسواق الآن من التباريات والصياح وإيذاء الناس في الطُّرقات، هذا نوعٌ من الجنون، ونوعٌ من السَّفه الذي لا يرضاه عاقلٌ.
فالذي ينبغي لهؤلاء الذين في النَّوادي أن يكونوا عقلاء، فمَن نجح فليحمد الله، ولا يتكبَّر على أخيه، أو يسخر على أخيه، أو يُؤذي أخاه أو غيره من الناس.
والأمر سهلٌ: نجحتَ أو ما نجحتَ! قتلت أعداء الله؟! قتلت الروس حتى تنجح؟! ماذا فعلت؟ أدخلتَ هذا بهذا؟! أيش قيمة هذا النجاح؟!
لو كان الناس يعقلون: فلا ينبغي للعاقل أن يكون هذا النجاح مُسبِّبًا لشحناء، أو مُهاترات، أو إيذاء لأحدٍ، لا في الأسواق، ولا في غير الأسواق، يأتون في الأسواق في سياراتهم كأنَّهم مهابيل، هذا غلطٌ عظيمٌ لا يليق بالعقلاء أبدًا، الواجب أن يكونوا عقلاء في سياراتهم، وفي كلماتهم، وفي جميع أساليبهم، لا المغلوب، ولا الغالب، أما المغلوب ماذا عليه، والغالب ماذا فعل؟! ماذا حصل؟! أخرج اليهود من فلسطين؟! نصر الأفغانيين وقضى على الروس؟! ماذا فعل؟!
كلها أشياء لا قيمةَ لها، ولكن نسأل الله لنا ولهم الهداية، نسأل الله أن يُعطيهم العقول الطيبة، والرأي الطيب السديد، والهداية التامَّة.
فتاوى ذات صلة