الجواب:
الحديث صحيح، قول النبي ﷺ: لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام، وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه أخرجه مسلم في صحيحه، المعنى أنهم لا يبدؤون بالسلام، لكن إذا سلموا رد عليهم، ولا يترك لهم وسط الطريق بل يترك لهم حافات الطريق إذا استطاع المسلمون ذلك، وليس بينه منافاة وبين الآية لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ [الممتحنة:8] هذا ممكن وهذا ممكن، يبرهم ويقسط إليهم إذا رأى ذلك لفقرهم وحاجتهم، ولكن مع ذلك يفعل بما قال النبي ﷺ في اضطرارهم إلى أضيق الطريق وألا يكون لهم وسط الطريق، تكون لهم حافات الطريق والمسلمون في وسطه.
هذا ممكن وهذا ممكن ولا منافاة بين هذا وهذا، أن يقسط إليهم ويحسن إليهم إذا كان محتاجًا أو فقيرًا أو قريبًا، ومع ذلك لا يبدأه بالسلام، ولا يجعل له وسط الطريق إذا استطاع ذلك، وهذا كله معناه مضايقتهم حتى يدخلوا في الإسلام إذا كانوا بين المسلمين، إذا عرفوا المضايقة من المسلمين وأنهم لا يبدؤونهم بالسلام وأنهم يضطرونهم إلى أضيق الطريق صار هذا من أعظم الأسباب في دخولهم الإسلام وتركهم الباطل الذي هو سبب إذلال المسلمين لهم وعدم بدئهم بالسلام إلى آخره.