وجوب الدعوة إلى الله

السؤال:

إذا كانت وظيفة كل مسلم الأساسية هي الدعوة إلى الله تعالى؛ اقتداء برسول الله ﷺ وصحابته، فما نصيحتكم للعلماء بالمناصرة، ومعاونة جماعة الدعوة المحتسبة؛ لأنه في حالة تقاعسنا عن هذه الدعوة؛ كان ذلك على حساب نشاط المنصرين ودعاة الباطل وسببًا لغضب الله وحلول النقم والبلايا؟ 

الجواب:

تقدم في هذا المكان غير مرة أن الواجب على العلماء التعاون في هذا الأمر، وأن الواجب على كل عالم، وكل من لديه علم أن يدعو إلى الله وينشر الدين، ويصبر على ذلك، ولو من دون أجرة، ولو من دون مكافأة، المكافأة عند الله  كان الصحابة -رضي الله عنهم وأرضاهم- يدعون إلى الله من دون مكافأة، وهكذا الرسل -عليهم الصلاة والسلام- يدعون إلى الله من دون أجر قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا [الأنعام:90]، إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ [سبأ:47]. 

هكذا العلماء وأهل الخير عليهم أن يدعو إلى الله في أي مكان، حسب ما عندهم من العلمن ويناصروا الحقن ويساعدوا إخوانهم الدعاة في كل مكان؛ حتى ينصر الحق، وحتى تجتمع الكلمة، وحتى يتعلم الجاهل، وحتى يرشد الضال، أما التقاعس هذا ليس من الدين، بل هو مما يزينه الشيطان، ويدعو إليه الشيطان، فلا يجوز التقاعس عن الدعوة إلى الله من أهل العلم.

يجب عليهم أن يدعو إلى الله في كل مكان، سواء كانوا قضاة أو مدرسين، أو لا قضاة ولا مدرسين، لكن عندهم علم، عليهم أن يبذلوا وسعهم حسب الطاقة فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16] في بلادهم وفي غير بلادهم، مع إخوانهم الدعاة يشجعونهم وينصرونهم ويتفاهمون معهم ويتذاكرون معهم في كل ما قد يخفى؛ حتى تكون الدعوة متعاضدة واحدة، متعاونين متناصرين متفاهمين، وإذا غلط واحد منهم نبهه الآخر، وتفاهم معه الآخر؛ حتى تزول الوحشة، وحتى يحصل التعاون، وحتى تصلح الأخطاء، وتزال الأخطاء، هكذا الواجب على العلماء.

فتاوى ذات صلة