الجواب:
هذا لا بأس به، ما عندنا إلا الرحمن، أو الرحمن معنا -إن شاء الله- أو ما أشبه ذلك، الله مع العباد مثل ما قال الله -جل وعلا-: وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ [الحديد:4]، وقال سبحانه: مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا [المجادلة:7] لكن معناه يعني بعلمه، وليس المعنى أنه معهم في الأرض، يجب أن يعلموا هذا المعنى، معهم الرحمن يعني بعلمه واطلاعه عليهم ورؤيته لهم ومشاهدته لأحوالهم، وهو فوق العرش فوق جميع الخلق.
أما أن يعتقد أنه معهم في الأرض؛ هذا منكر كفر وضلال، هذا قول الحلولية -نعوذ بالله- لكن معنى كلام الرب حين قال سبحانه: وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ [الحديد:4] يعني معنا عند أهل السنة والجماعة بعلمه واطلاعه عليهم، ولهذا قال: مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [المجادلة:7] وهو سبحانه معهم بالعلم.
ولهذا بدأ الآية أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ [المجادلة:7] وختمها بالعلم أيضًا، بدأ الآية بالعلم وختمها بالعلم؛ ليبين للناس أن المراد علمه سبحانه بأحوال العباد، واطلاعه على أحوال عباده، ورؤيته لهم إلى غير هذا، هكذا عند أهل السنة والجماعة، وهو فوق العرش، فوق جميع الخلق .