الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فلا شك أن الشيطان يرغب كثيرًا في تثبيط الناس عما أوجب الله عليهم من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأنواع الشبه، والتأويلات، فتارة يأتيه من جهة أنك عندك تقصير، ولست بكامل، فكيف تأمر وتنهى! وتارة يأتيه فيقول له: أخشى أن تكون مرائيًا بهذا الأمر، وكل هذا من مكائد الشيطان، فليس من شرط الآمر والناهي أن يكون كاملًا، بل عليه أن يأمر بالمعروف الذي يعرفه، وينهى عن المنكر، ولو كان عنده نقص، ولو كان عنده بعض السيئات.
لكن عليه أن يجاهد نفسه، وأن يتقي الله ويحرص على استكمال ما أوجب الله، وترك ما حرم الله، ولكن لا يمنعه ذلك من أن يأمر وينهى على بصيرة، لا يأمر إلا على بصيرة، عن علم، كما قال الله -جل وعلا-: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ [يوسف:108] فإذا رأى في بيته، أو من إخوانه من يتكاسل عن الصلاة، هذا أمر واضح، ما يحتاج إلى علم كثير، الصلاة معلومة عند الجميع، فعليه أن يأمره بالمعروف ويقول: يا أخي اتق الله، صل مع المسلمين، حافظ عليها، بالأساليب الحسنة وتخويفه من عقاب الله، ومن مرض قلبه.
أعظم العقوبات أن يصاب القلب بالموت، نعوذ بالله، أعظم العقوبات أن يصاب قلب العاصي بالموت، فلا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا، ولا يهتم بخير، وقد يصاب بالمرض الشديد الخطير.
فأنت يا أخي عليك أن تأمر وتنهى وإن كنت عندك بعض التقصير، وكذلك لا تقل أخاف من الرياء لا، مر بالمعروف، وانه عن المنكر، وعلم الخير، وادع إلى الخير، وسل ربك العافية، واجتهد في الإخلاص لله، وحارب ما قد يقع من هواجس الرياء، حارب ذلك، واعزم، وصمم على الإخلاص لله، وأبشر بالخير.