حكم إرغام البنت على الزواج ممن ترفضه

السؤال:

تقدم ابن عمي لطلب الزواج من ابنتي، وهو متزوج، وله سبعة أولاد، وعمره أربعون سنة، وزوجته أم أولاده ابنة عمي، أي أنهما هو وزوجته أبناء عمومتي، وزوجتي رافضة الموافقة على زواجه، وكذلك بنتي، علمًا بأنه رجل كفء في دينه وأخلاقه.

أفتوني هل أجبر زوجتي وابنتي على الموافقة على تزويجه؟ علمًا بأن رفضهما تزويجه هو بسبب أخلاق زوجته السيئة جدًا مما يخشى منها عمل السحر، والفتن بشتى صورها، كما أني إذا لم أوافق عليه تزويجه سوف يكون هناك قطيعة رحم، أفتونا مأجورين بالتفصيل حول هذا الموضوع؟ 

الجواب:

ليس لك أن تزوجها إلا بإذنها، ليس لك أن تجبر ابنتك عليه، ولو أنه من أحسن الناس، ولو ما معه زوجة، ليس لك أن تجبرها عليه، يقول النبي ﷺ: لا تنكح الأيم حتى تستأمر ولا تنكح البكر حتى تستأذن قالوا: يا رسول الله كيف إذنها؟ قال: أن تسكت. قال: والبكر يستأذنها أبوها وإذنها صماتها

فإذا قالت: نعم، أو سكتت؛ زوجها، أما بالجبر لا تجبرها، ولو زعل عليك ابن عمك، ولو قاطعك، يكون هو الآثم، هو إذا قاطعك بسبب أنك لم تزوجه ابنتك بالإكراه، يكون هو الآثم، أنت ما عليك إثم، هو الذي يعصي، معناه يريدك تجبر بنتك عليه لا، هذا ما يجوز، زوجها من ترضى به من الطيبين، سواء معه زوجات، أو ما معه زوجات، سواء كبار السن، أو صغار السن.

إذا رضيت البنت، ووافقت؛ فهذا هو المقصود، وإذا هدى الله أمها، ووافقت؛ كان أفضل وأفضل، تشاور أمها، تعمل الأسباب التي تجعل أمها ترضى؛ لأنها إذا كانت أمها غير راضية قد تفسد عليكم نكاحكم، وقد تشوش عليها، وقد لا يتم النكاح بعد ذلك، لأن البنت في الغالب تتبع أمها، فلو رضيت اليوم قد لا ترضى غدًا بسبب أمها.

لكن احرص ألا تزوجها حتى تكون راضية، وأمها راضية، أما رضاها هي فلا بد منه، أما رضا أمها فهو الأفضل إذا تيسر؛ حتى لا تشوش عليهم بعد الزواج، ولا قبل الزواج. 

فتاوى ذات صلة