الجواب:
التوبة يا أخي تجب ما قبلها، إذا كنت في بيع الدخان، أو غيره من المحرمات، ثم أقلعت عنها؛ فاحمد الله على ذلك، والتزم التوبة.
أما الأموال التي دخلت عليك قبل أن تعلم، أو قبل أن يستقر عندك العلم؛ فنرجو ألا حرج عليك فيما أكلته منها، وفيما أتى منها، وأما الباقي الذي موجود عندك؛ فالأحوط لك الصدقة فيه، وإخراجه إلى وجوه البر، وأن تعيش على غيره، هذا هو الذي ينبغي لك؛ لأنه كسب بغير الطريق الشرعي، ولأن أمر الدخان معروف عندك وعند غيرك، تسمع من كلام أهل العلم ما يدلك على أنه منكر، أو فيه شبهة، ولكنك تساهلت.
فعليك أن تزيل ما في يدك من هذا المال بصرفه في وجوه الخير والبر، وإن كنت مضطرًا إليه، ولم تعلم بالتحريم إلا عند التوبة منه؛ فنرجو ألا يكون عليك منه بأس إذا كنت فقيرًا، أو كنت قد أكلته؛ لئلا تغرمه، لقول الله لما ذكر الربا قال: فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ [البقرة:275] فإذا كنت لم تعلم إلا عند التوبة؛ فنرجو أن يكون لك ما سلف، لكن إذا أخرجته، ووزعته في وجوه البر إذا كان عندك منه شيء يكون؛ هذا أحوط، وأبعد عن الشر، وأبرأ للذمة.