نصيحة الجيران الذين لا يصلون جماعة في المسجد

السؤال:

عندي جيران لا أراهم يخرجون إلى المساجد للصلاة مع الجماعة، ما أدري هل هم لا يصلون؟ 

الجواب: 

انصحهم.

السؤال: يصلون في بيوتهم، وقد نصحتهم، فيقول: إني أصلي في البيت، ولا أدري ما أعمل معهم، فنرجو النصيحة إلى أمثال هؤلاء من مكانكم، جزاكم الله خيرًا؟

الجواب: الواجب على من يعرف من جيرانه عدم الصلاة في المساجد أن يتصل بهم هو وبعض إخوانه، لا يكون وحده، هو وبعض إخوانه أنفع، يأخذ اثنين أو ثلاثة من إخوانه جماعة يذهبون إلى جارهم، أو جيرانهم وينصحونهم: ما رأيناكم في المساجد! ما نراكم يا إخوانلماذا؟ الواجب أن تحضروا مع إخوانكم، في الحديث: من سمع النداء فلم يجب؛ فلا صلاة له إلا من عذر

وقد استأذن النبي ﷺ رجلًا أعمى قال: يا رسول الله هل لي من رخصة أن أصلي في بيتي، وأنا رجل أعمى، ليس لي قائد يلائمني إلى المسجد؟ فقال له المصطفى -عليه الصلاة والسلام-: هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم. قال: فأجب وهو أعمى، ما عنده قائد يلائمه، ومع هذا يقال له: أجب، فكيف بحال البصير الصحيح!

المقصود: الواجب على الإخوان الذين حولهم جيران، لا يشهدون الصلاة أن ينصحونهم بنصيحة جماعية؛ لأن الواحد قد يحتقرونه، أو يتكبرون عليه، أو يقابلونه مقابلة رديئة، لكن إذا كان جماعة يكون أقرب إلى النجاح، ثلاثة أربعة خمسة يذهبون يزورن الشخص، أو يقابلونه في الطريق، ينصحونه حتى تكون النصيحة لها ثمرة كبيرة -إن شاء الله- والزيارة إلى البيت في الوقت المناسب تكون جيدة، جئناك يا أخي للدعوة لإنقاذك، وإنقاذ ذمتنا، وبراءة ذمتنا.

وهكذا غير الصلاة إذا علموا من جارهم شيئًا واضحًا من المنكر نصحوه، ولا يسكتون عن الباطل، لا يرضون لأخيهم بالنار، ولا بطاعة الشيطان، المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا وشبك بين أصابعه -عليه الصلاة والسلام-.

وقال أيضًا -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

هكذا المسلمون إذا اشتكت عينه التألم يعم بدنه كله، والنوم يذهب، والسهر يعم، وهكذا اشتكت رجلك، أو يدك، أو غير ذلك، فهكذا أخوك المؤمن، ولاسيما جيرانك، وأقاربك هم في أشد الحاجة إلى النصيحة، والتألم لهم حتى ينشطوا في الحق، وحتى يدعوا الباطل إذا رأوا من إخوانهم النشاط والنصيحة. 

فتاوى ذات صلة