الجواب:
هذا تختلف فيه آراء أهل العلم، منهم من يرى جواز الدخول فيه، ومنهم من يتوقف عن ذلك من أجل الصور، فلهذا كثر من يتوقف عن ذلك، فهو محل اجتهاد، ومحل اختلاف بين أهل العلم في جواز الدخول في ذلك، والبروز في الشاشة لإلقاء الكلمات والتوجيه.
فمنهم من فعل ذلك، ورأى أن هذا فيه مصلحة، وأنه يغتفر في جنبه ما يتعلق بالتصوير.
ومنهم من توقف في ذلك، ولهذا المساهمون في الوسائل المسموعة والمقروءة أكثر من المساهمين في المرئية من أجل هذا الأمر الذي سمعت -وهو مسألة التصوير- والذي نعتقده: أن من ساهم في ذلك بقصد الإصلاح، ورد الشبهات، وإظهار الحق أنه جائز له ذلك، ومعفو عنه فيما يقع من التصوير من أجل المصلحة العظمى.
والقاعدة الشرعية المعروفة في الشرع المطهر: أنه يجب تحصيل أعلى المصلحتين، وأعلى المصالح، ولو بتفويت الدنيا منهما أو منها، ويجب تعطيل كبرى المفسدتين، وكبرى المفاسد، ولو بارتكاب أدناهما، أو أدناها، هذه قواعد شرعية معلومة.
وكما يجوز للإنسان أن يأخذ التابعية التي يحتاج إليها، حفيظة النفوس، ولو بالصورة لحاجته إلى ذلك، فحاجة المسلمين إلى بروز العلماء في التلفاز للنصيحة، والتوجيه أعظم من حاجة الرجل إلى التابعية ونحوها، ونسأل الله أن يوفق العلماء لما فيه صلاحهم وصلاح المسلمين، نسأل الله أن يوفقنا وإياهم جميعًا لما فيه صلاحنا، وصلاح أمتنا، وصلاح المسلمين جميعًا.