الجواب:
الله أعلم، أما النبي ﷺ فقال: فإنها تُرد عليَّ روحي حتى أردَّ عليه السلام، أما الأموات ففي الحديث هذا الذي رواه ابن عبد البر: ما من مسلمٍ يمر على قبرٍ كان يعرفه في الدنيا ويُسلم عليه إلا ردَّ الله عليه روحه، هذا إنْ صحَّ يكون خاصًّا، إنْ صحَّ، أما حديث أنه يسمع قرع نعالهم، هذه خاصة أول ما يُدفن، حين تُرد إليه روحه حتى يُجيب الملائكة، يسمع قرع نعال الذين ولَّوا مُدبرين عنه ممن شيَّعه، وليس هذا دالًّا على أنه دائمًا يسمع، هذه أمور غيبية لا يثبت منها شيء إلا بالدليل، أمور غيبية لا يجوز أن يثبت منها شيء إلا بالدليل الثابت، فالأصل أنهم لا يسمعون؛ قال الله تعالى: إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى [النمل:80]، وقال تعالى: وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ [فاطر:22]، فالأصل أنهم لا يسمعون، إذا مات الميتُ انقطع عمله إلا ما دلَّ عليه الدليل.
س: حديث أبي سعيدٍ الخدري في "الصحيحين" أن النبي ﷺ قال: إذا وُضعت الجنازة فاحتملها الرجالُ على أعناقهم، فإن كانت صالحةً قالت: قدِّموني، وإن كانت غير صالحةٍ قالت: يا ويلها! أين يذهبون بها؟!
ج: هذا خاص في هذه الحالة، هذا بالنص لهذه الحالة، ما يلزم أنها في كل وقتٍ تسمع أو تقول، إنما يُوقف عند النصوص فقط، لا يُزاد على النصوص.[1]