الجواب:
فيه الفضل العظيم: "سبحان الله وبحمده" مئة مرة صباحًا ومساءً من أسباب مغفرة الذنوب، وإذا زاد وأتى بمئات وآلاف صار أجره أعظم، ولكن هذا مع الاستقامة، هذه الفضائل مقيّدة بأداء الفرائض وترك المحارم، كما قال جلَّ وعلا: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ [النساء:31]، ويقول النبي ﷺ: الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، كفَّارات لما بينهن إذا اجتنب الكبائر، فالفضائل مقيّدة باجتناب الكبائر، ويمحو الله بذلك الصغائر.
أما مَن أصرَّ على المعاصي فهو مُتوَعَّد بالنار وإنْ أتى بالتسبيح، وإن أتى بالذكر، هو متوعد بالنار لإصراره على المعاصي، كما قال تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ [آل عمران:135، 136].
فالواجب على العبد أن يحذر ما حرَّم الله، وأن يبتعد عمَّا يُغضب الله عليه، وأن يستمسك بما أوجب الله عليه، وأن يجتهد في ترك ما حرَّم الله عليه، وأن يلزم التوبةَ مما قد سلف، ويُشرع له الاستكثار من التَّسبيح والتهليل والتحميد والتكبير؛ فإن هذا من وسائل المغفرة، ومن وسائل التوفيق.[1]