الجواب:
هذا الحديث عن زينب ليس عن عائشة، وليس هذا لفظه بالتمام، عن زينب بنت جحش أم المؤمنين -رضي الله عنها- أن النبي ﷺ دخل عليها غضبان يقول: ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا وحلق بين أصبعيه السباحة، والوسطى، فقالت له زينب -رضي الله عنها-: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟! قال: نعم إذا كثر الخبث! يعني إذا كثرت المعاصي؛ عم الهلاك، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
عمت العقوبات كما قال النبي في الحديث الآخر، في الحديث الصحيح يقول ﷺ: إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه؛ أوشك أن يعمهم الله بعقابه ولا فيه بأنه يبدأ بالصالحين، ليس في الحديث هذا، إنما هذا في أثر آخر: أن ملكًا من الملائكة أمر أن يعذب قرية، فقال: إن فيها فلانًا عبدك الصالح فلان، قال: به فابدأ، فإنه لم يتغير فيَّ قط ، هذا خبر آخر إسرائيلي.
وأما قولك: لماذا لا تنكرون؟ ولماذا ما أنكروا، ومن قال لك: إنهم ما أنكروا؟ هل أحطت بقلوبهم، وعرفت ما عندهم! قد أنكر العلماء، وكتبوا لولاة الأمور، وبينوا ما يجب، وبينوا أن هذه منكرات، وكلموهم مرات -نسأل الله لنا ولكم ولهم التوفيق-.
لا يجوز للإنسان أن يقول: ما أنكروا وهو ما يعلم، ليس من شرط الإنكار أن يعم في المساجد أن فلانًا أنكر كذا، وفلانًا أنكر كذا، نسأل الله السلامة.