حكم إتيان السحرة والمشعوذين لعلاج السحر

السؤال:

مرض أخ لي فترة من الزمن، فترة طويلة جدًا، وذهبت به إلى كثير من المستشفيات، ولكن لم يستفد من كل ذلك، وبعد ذلك قالوا: إن عنده بعض سحر، فذهبت به إلى شخص يدعي أنه يعالج مرض السحر، وعالجه بطرق غريبة حسب طرقهم الخاصة والمعروفة للجميع، وقد شفي بإذن الله، وسؤالي هل أنا آثم في ذلك؟ 

الجواب:

نعم إذا كان معروفًا أنه يتعاطى السحر، أو علم الغيب أنت آثم، فعليك التوبة إلى الله، والرجوع إليه، وعدم العودة، وإن كان يتعاطى القراءة، والآيات المباحة، لا بالسحر، ولا بخدمة الشياطين، ولا بادعاء علم الغيب؛ فلا بأس. 

أما من يعرف بأنه يدعي علم الغيب، ويقول: أصابك فلان، وحصل عليك كذا وكذا، في يوم كذا، وأنت أعطيت كذا يوم كذا، هذا كله دليل على أنه يخدم الشياطين، أو يكذب، يدعي علم الغيب، ويكذب، أو يخدم الشياطين، هذا لا يؤتى، ولا يسأل.

يقول النبي ﷺ: من أتى عرافًا، فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يومًا رواه مسلم في الصحيح، وفي اللفظ الآخر: من أتى عرافًا، أو كاهنًا، فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد عليه الصلاة والسلام، رواه أهل السنن بإسناد جيد. 

وقال أيضًا -عليه الصلاة والسلام-: ليس منّا من سحر، أو سحر له، وليس منّا من تطير، أو تطير له، وليس منّا من تكهن، أو تكهن له فلا يجوز للمسلم أن يسأل هؤلاء، قد يشفى المرض بأسباب كثيرة، وقد لا يشفى، فليس كل مريض يشفى، وليس كل مرض له دواء يشفى منه، قد يعالج له دواء، لكن ما قدر الله له الشفاء؛ لأن الحكمة المدة قد تمت، والأجل قد حضر، فالأدوية مشروطة بعدم وجود الأجل، أما إذا جاء الأجل ما تنفع الأدوية. 

فتاوى ذات صلة