عظم جرم السحر وأنه أعظم من القتل

السؤال:

ذكر السحر في المرتبة الثانية بعد الشرك بالله قبل القتل، مع عظم القتل، وهل هذا دليل على أن القتل أشنع، وقد قيل: إن القتيل يأتي يوم القيامة تقطر أوداجه دمًا؟ 

الجواب:

ليس القتل بأشنع من الكفر، الكفر أعظم من القتل، لو كفر وقتل؛ لكان قتله أسهل من الشرك، الكافر له النار مخلدًا فيها أبد الآباد.

والقاتل قد يعفو الله عنه، ويخرج من النار، ويدخل الجنة إذا كان ما استحله، ولكن قتل بسبب الغضب، والنزاع، والأحقاد، أو الشحناء، أو ما أشبه ذلك، وأنه يعرف أن القتل حرام، ولكنه حمله الشيطان على أن قتل أخاه بسبب شحناء وعداوات بينهما، أو مخاصمات، أو مضاربة، أو ما أشبه ذلك، فهذا أتى جريمة عظيمة، ولكنها دون الكفر، هو موعود بالنار، وقد يعفو الله عنه؛ فلا يدخل النار، وإذا دخلها لا يخلد فيها إذا كان موحدًا لا يخلد، بل له نهاية خلود مؤقت، كما جاء في الآية الكريمة، ولكنه خلود مؤقت، خلود له نهاية؛ لأن الخلود خلودان في النار، الخلود خلودان: 

خلود لا نهاية له، وهذا خلود الكفار -نعوذ بالله- هذه حال الكفار، ليس لخلودهم فيها نهاية، بل أبد الآباد.

وهناك خلود مؤقت، له نهاية، وهو خلود بعض العصاة، كما قال : وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا [النساء:93] هذا الخلود غير مستمر، بل له نهاية، وهكذا قاتل نفسه، وهكذا الزاني موعود بالنار والخلود فيها، لكنه خلود له نهاية، ليس مثل خلود الكفار.

فالحاصل: أن القتل دون السحر؛ لأن السحر كفر، ولا يتعاطاه الساحر إلا بعد كفره، وبعد عبادته للشياطين، ولهذا قرن بالشرك، وقال الله في حق السحرة: وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ [البقرة:102]. 

فتاوى ذات صلة