ج: هذا سؤال عظيم وجدير بالعناية؛ لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم الواجبات ومن فرائض الإسلام، ولأن القيام بذلك من أهل العلم والإيمان والبصيرة من أعظم الأسباب لصلاح المجتمع وسلامته من عقاب الله سبحانه، واستقامته على الصراط المستقيم، ولهذا يقول سبحانه: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [آل عمران: 110] فجعلهم خير أمة بسبب هذه الأعمال الطيبة.
وقال سبحانه: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [آل عمران: 104] فوصفهم الله بالفلاح لهذا الأمر العظيم بدعوتهم إلى الخير وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، فجعلهم مفلحين بعملهم الطيب، والفلاح: هو الحصول على كل خير، والحصول على أسباب السعادة.
وقال : وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [التوبة: 71] فوعدهم الرحمة على أعمالهم الطيبة التي منها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا يدل على أن هذا هو الواجب على المؤمنين والمؤمنات وليس خاصًا بأحد عن أحد، وهو من صفاتهم العظيمة وأخلاقهم الكريمة، لكن يكون بالحكمة والعلم، لا بالجهل ولا بالعنف والشدة، فينهي ويأمر عن علم وبصيرة، فالمعروف هو ما أمر الله به ورسوله، والمنكر هو ما نهى عنه الله ورسوله.
فالواجب على الآمر الناهي أن يكون على بصيرة وعلى علم، سواء كان رجلًا أو امرأة، وإلا فليمسك حتى لا يأمر بالمنكر أو ينهى عن المعروف، قال تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي [يوسف: 108] فقوله تعالى: عَلَى بَصِيرَةٍ أي على علم.
ويقول سبحانه: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل: 125] والحكمة هي العلم والبصيرة ووضع الأمور في مواضعها اللائقة بها، والدعوة إلى الله من جنس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأنها بيان للحق، وإظهار له للناس. والآمر كذلك يدعو إلى الله، والناهي كذلك، إلا أن الآمر والناهي قد يكون عنده من السلطة ما يردع به صاحب المنكر ويلزم بالمعروف، والداعي إلى الله مهمته أوسع من ذلك، يبين للناس ويرشدهم إلى الحق، وقد لا تكون عنده سلطة للإلزام.
فالحاصل أن الواجب على الداعي والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يكون على علم وعلى بينة وعلى بصيرة حتى لا يأمر بما يخالف الشرع، وحتى لا ينهى عما هو موافق للشرع، والواجب أيضا أن يكون برفق وعدم عنف وعدم كلمات بذيئة، بل يكون بكلام طيب وأسلوب حسن ورفق كما قال الله : فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران:159] وقال سبحانه وتعالى لموسى وهارون لما بعثهما إلى فرعون: فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طه: 44].
فالمشروع للآمر الناهي أن يرفق بالناس ويأمرهم بالألفاظ الحسنة وينهاهم بالألفاظ الحسنة؛ حتى يكون ذلك أقرب لقبول أمره ونهيه والاستفادة منه إلا من ظلم وتعدى وأبى، فهذا له أسلوب آخر، كما قال سبحانه: وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ [العنكبوت: 46] فالتعنيف والتأديب يكونان إذا لم يلتزم بالمعروف ولم ينته عن المنكر. أما في أول الأمر فإن الآمر والناهي يخاطب الناس بالتي هي أحسن، فمن عاند وأبى فله حال أخرى من جهة أنه يستحق التعنيف والتشديد أو غير ذلك مما يقتضيه الشرع المطهر[1].
وقال : وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [التوبة: 71] فوعدهم الرحمة على أعمالهم الطيبة التي منها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا يدل على أن هذا هو الواجب على المؤمنين والمؤمنات وليس خاصًا بأحد عن أحد، وهو من صفاتهم العظيمة وأخلاقهم الكريمة، لكن يكون بالحكمة والعلم، لا بالجهل ولا بالعنف والشدة، فينهي ويأمر عن علم وبصيرة، فالمعروف هو ما أمر الله به ورسوله، والمنكر هو ما نهى عنه الله ورسوله.
فالواجب على الآمر الناهي أن يكون على بصيرة وعلى علم، سواء كان رجلًا أو امرأة، وإلا فليمسك حتى لا يأمر بالمنكر أو ينهى عن المعروف، قال تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي [يوسف: 108] فقوله تعالى: عَلَى بَصِيرَةٍ أي على علم.
ويقول سبحانه: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل: 125] والحكمة هي العلم والبصيرة ووضع الأمور في مواضعها اللائقة بها، والدعوة إلى الله من جنس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأنها بيان للحق، وإظهار له للناس. والآمر كذلك يدعو إلى الله، والناهي كذلك، إلا أن الآمر والناهي قد يكون عنده من السلطة ما يردع به صاحب المنكر ويلزم بالمعروف، والداعي إلى الله مهمته أوسع من ذلك، يبين للناس ويرشدهم إلى الحق، وقد لا تكون عنده سلطة للإلزام.
فالحاصل أن الواجب على الداعي والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يكون على علم وعلى بينة وعلى بصيرة حتى لا يأمر بما يخالف الشرع، وحتى لا ينهى عما هو موافق للشرع، والواجب أيضا أن يكون برفق وعدم عنف وعدم كلمات بذيئة، بل يكون بكلام طيب وأسلوب حسن ورفق كما قال الله : فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران:159] وقال سبحانه وتعالى لموسى وهارون لما بعثهما إلى فرعون: فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طه: 44].
فالمشروع للآمر الناهي أن يرفق بالناس ويأمرهم بالألفاظ الحسنة وينهاهم بالألفاظ الحسنة؛ حتى يكون ذلك أقرب لقبول أمره ونهيه والاستفادة منه إلا من ظلم وتعدى وأبى، فهذا له أسلوب آخر، كما قال سبحانه: وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ [العنكبوت: 46] فالتعنيف والتأديب يكونان إذا لم يلتزم بالمعروف ولم ينته عن المنكر. أما في أول الأمر فإن الآمر والناهي يخاطب الناس بالتي هي أحسن، فمن عاند وأبى فله حال أخرى من جهة أنه يستحق التعنيف والتشديد أو غير ذلك مما يقتضيه الشرع المطهر[1].
- مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (9/347).