الجواب:
قسوة القلب له علاجٌ كثير، أعظم ذلك: الإقبال على الله بقراءة كتابه العظيم، وتدبر معانيه، والإكثار من ذكره ، والعناية بما أوجب الله من الصلاة وغيرها، والحذر مما حرَّم الله.......، وتأثر العبد بذكر الله وقراءة كتابه، واعتنى بما أوجب الله عليه من الصلاة وغيرها، وابتعد عن محارم الله...... كما قال : أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ [الحديد:16]، فطول الأمد على مَن قبلنا حتى ضيَّعوا وتكاسلوا هو الذي قسَّى قلوبهم، ومَن قصَّر الأمل، واتَّبع شرع الله، وابتعد عن محارم الله؛ ليَّن اللهُ قلبَه، وشرح صدره، واستقام على الطريق.
وفي الحديث: لا تُكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإنَّ كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوةٌ للقلوب، وإن أبعد القلوب من الله القلب القاسي، فالإكثار من الكلام، والقيل والقال والخوض بغير حقٍّ من أسباب قسوة القلوب، والإكثار من ذكر الله وقراءة كتابه والاستغفار والاستكثار من الأعمال الصَّالحات بعد أداء الفرائض وترك المحارم؛ كل هذا من أعظم الأسباب، بل هو السبب الوحيد في لين القلب والسلامة من قسوته.
ومما يدل على هذا المعنى: قوله ﷺ: إذا أذنب العبدُ نكت في قلبه نكتة سوداء، فإن هو تاب مُحيت وصُقِلَ قلبُه، وإن عاد في الذنوب نكت نكتة أخرى سوداء، وهكذا حتى يسود القلبُ، وحتى يُظلم القلبُ، قال: وذلك الران وتلا قوله تعالى: كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [المطففين:14]، هذا معنى الحديث.
المقصود أن الذنوب من أسباب سواد القلب وظلمته وقسوته، والتوبة إلى الله وتعاطي الأعمال الصَّالحة من أسباب صفائه ولينه وقوته وغيرته وسلامته.