ما حكم المستهزئين بالدِّين وأهله؟

السؤال:

ما حكم أناسٍ يستهزئون بالدِّين وبأهل الدِّين، ويستهزئون بالمُتبعين للسنة من ترك اللّحى وعدم إطالة الملابس؟

الجواب:

الاستهزاء بالدين كفرٌ أكبر، الاستهزاء بالله أو برسوله أو بكتابه أو بالمؤمنين لأنَّهم اتبعوا الدِّين كفرٌ أكبر، قال الله جلَّ وعلا: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ۝ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [التوبة:66].

أما الاستهزاء بواحدٍ معينٍ فهذا يختلف: إن كان الاستهزاء به لأنه متساهلٌ في لباسه، في مشيته، في أشياء مُستغربة؛ فهذا معصية، وإن كان الاستهزاء به في دِينه؛ لأنَّه مُتدين؛ لأنه مؤمن، يستهزئ بالدِّين لأجل الدِّين، أو باللِّحية لأجل أن الله شرعها؛ فهذا كفرٌ أكبر -نعوذ بالله، ونسأل الله العافية.

فالاستهزاء بدين الله أو بشيءٍ منه، حتى اللِّحية، الاستهزاء بأهلها من أجل إرخائها، ويرون أن إرخاءها نقصٌ وعيبٌ؛ فهذا كفرٌ أكبر -نعوذ بالله- لأنه استهزأ بدين الله، والله الذي شرع إرخاءها، سواء قلنا أنها مُستحبَّة أو واجبة.

فالذي عليه أهلُ العلم أنَّ إرخاءها وتوفيرها واجبٌ، وأنَّ قصَّها وحلقها منكرٌ وحرامٌ، فالاستهزاء بهذا الأمر جريمةٌ عظيمةٌ -نعوذ بالله من ذلك.

وهكذا الاستهزاء بالجنة، أو بالنار، أو الاستهزاء بنعيم أهل الجنة، أو ما يُذكر عن نعيمهم، أو عن عذاب أهل النار، فالاستهزاء بهذه الأمور من الكفر الأكبر، ومن نواقض الإسلام عند أهل السنة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

فتاوى ذات صلة