الجواب:
أصحاب الفترة هم الذين لم تبلغهم الرسالات، لم يبلغهم دعوة نبي، لا عيسى، ولا غيره، يقال لهم أهل الفترة، وهكذا ما بين محمد ﷺ وما بين عيسى، وهي فترة طويلة، قيل: ستمائة عام، وقيل: أقل من ذلك ..
الصواب: أنهم يمتحنون في الآخرة، ويؤمرون يوم القيامة، وينهون، فمن أجاب؛ دخل الجنة، ومن عصى؛ دخل النار.
وقيل: إنهم من أهل الجنة، ولكن الصواب هو الأول، وقد جاء في الأحاديث ما يدل على ذلك: أنهم يمتحنون يوم القيامة، ويخرج لهم عنق من النار، ويؤمرون بالدخول فيها، فإن أجابوا؛ صارت عليهم بردًا، وسلامًا، وإن أبوا، وامتنعوا، وعصوا؛ أخذوا إلى النار.
فالحاصل: أنهم يمتحنون يوم القيامة، ومن جاء في الأحاديث أنه من أهل النار مما بين الرسول ﷺ وما بين عيسى، فلعله بلغهم شيء في ذلك، كما جاء في حديث رواه مسلم في الصحيح أن النبي قال لرجل: إن أبي، وأباك في النار هذا عند أهل العلم.
لعل عبدالله بلغه شيء حتى استحق النار بذلك، وإلا فهو من أهل الفترة، لكن لما حكم عليه النبي بالنار؛ دل على أنه بلغه شيء يوجب ذلك، وإلا فهو من أهل الفترات، ولكن لا يصلى عليهم، ولا يدعى لهم، ولا يستغفر لهم؛ لأن النبي لما استأذن ربه في أن يستغفر لأمه -وهي من أهل الفترة- لم يؤذن له أن يستغفر لها، فدل على أن من مات على دين الكفرة، وعلى ظاهر الكفر، لا يستغفر له، ولا يحكم له بالإسلام، بل أمره إلى الله.