الجواب:
هذه العبارة قد يتساهل فيها المفتي، يقول: لا ينبغي، ومراده أنه يكره، أو لا يحسن، وقد يريد بها التحريم، لا ينبغي بمعنى لا يجوز، ولكن في الغالب في عرف الناس اليوم أنه قد يتساهل في ذلك، فيقول: لا ينبغي للشيء المكروه، يعني لا يحسن فعل هذا الشيء، أو ينبغي فعل هذا الشيء ليحسن فعله، ولا يرتقي إلى الوجوب، والتحريم.
هذا فيما يظهر من تصرف الكثير من الناس من أهل العلم في زماننا، وأنا منهم، قد أقول: لا ينبغي كذا في بعض الأحيان، أو ينبغي كذا، وليس قصدي في قولي لا ينبغي أنه محرم، وليس قصدي بقولي ينبغي أنه واجب، ولكن قد يقع على لساني هذا في بعض الأحيان، من باب أن هذا تركه أولى، أو لا يحسن فعله، وينبغي كذا يعني يحسن فعله، والأولى فعله.
وهي ألفاظ ينبغي فيها التحرز، وينبغي فيها التوقي؛ لأن شأن لا ينبغي عظيم في كلام الله وكلام رسوله -عليه الصلاة والسلام- وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا [مريم:92] فما ينبغي لها شأن في كلام الله، ولكن في عرف الناس الآن قد يتساهلون فيها.
وقد يقع فيها إطلاق الكلمات هذه على الشيء المكروهة، لا ينبغي، والشيء المستحسن والذي ينبغي فعله، يعني يحسن فعله، والأولى فعله.
فالتحرز في هاتين اللفظتين مهم جدًا، ولا ينبغي أن يؤخذ معناهما من كلام الناس على المعنى الذي قاله الله، ورسوله، بل لا بد من التثبت في ذلك، والتبصر في ذلك ممن أطلقهما، وفق الله الجميع.