الجواب:
ليس بصحيح، الكتابان عظيمان، وصحيحان، وتلقتهما الأمة بالقبول، تلقاهما أهل العلم بالقبول، والتسليم، فهما كتابان عظيمان، وصحيحان، سوى ألفاظ يسيرة قد يحتج عليها بأدلة أخرى من نفس الصحيح، ألفاظ قد يغلط فيها بعض الرواة، لكن نفس المتن صحيح.
فالأحاديث صحيحة، ومتلقاة بالقبول، فيجب العمل بها سوى حديث واحد -فيما أعلم- وقع في صحيح مسلم، ووقع فيه بعض الغلط، ليس كله غلط، ولكن وقع فيه بعض الغلط، وهو أن حديث أبي هريرة عن النبي ﷺ أنه قال: خلق الله التربة يوم السبت... ثم عدد، فجعل الخلق في سبعة أيام، من السبت إلى الجمعة، وقد حفظ العلماء على أنه وهم من بعض الرواة، وإنما هو عن كعب الأحبار، ليس عن أبي هريرة، ولكنه عن كعب الأحبار، فغلط كعب في ذلك، فهذا وهم في رفعه، وإنما هو من كلام كعب الأحبار، فوهم فيه بعض الرواة.
هذا وقع في صحيح مسلم، وعلم عدم صحة متنه مما دل عليه كتاب الله، وسنة رسوله ﷺ من أن الله خلق الخلق في ستة أيام، لا في سبعة أيام، فوقعت غلطة في ذكر أنه خلق التربة يوم السبت، والصواب أن أول الخلق كان في يوم الأحد، وانتهى في يوم الجمعة ستة أيام، فلا أعلم شيئًا حكم عليه بعدم الصحة، سوى هذا الحديث.
هناك ألفاظ أخرى وقعت في صحيح مسلم، لكن لا في أصل الحديث، بل في بعض الألفاظ في مثل ما في صلاة الكسوف: أن الرسول ﷺ ركع في بعض الركعات ثلاث ركوعات، أو أربع ركوعات، هذا حكم البخاري، وجماعة بأنه وهم.
والصواب: أنه إنما ركع ركوعين في كل ركعة، ولكن هذا ليس أمرًا مجمعًا عليه، بل محل خلاف بين أهل العلم، في هل صح ذكر الركوعات الثلاث، والأربع، أم لا؟، وهذاوقع في صحيح مسلم -رحمه الله-.
فالحاصل: أن هذين الكتابين صحيحان في الجملة متلقيان بالقبول، وليس فيهما حديث باطل مجمع عليه، سوى حديث أبي هريرة الذي ذكرت لكم، وهو ما وقع فيه من غلط عد الأيام فقط.