الجواب:
ليس من شرط الدعوة إلى الله أن يستكمل الإنسان العلم كله، وأن يجتهد في معرفة كل الأمور، لا، يدعو إلى الله حسب علمه، فإذا علم مسألة؛ دعا إليها، علم مسألتين دعا إليهما، ثلاث دعا إليها، وهكذا يتعلم، ويتفقه في الدين، ويعتني بالعلم؛ حتى يتبصر.
لكن إذا علم شيئًا في دين الله، في شرع الله، مثل الصلاة، يعرف الصلاة، وأنها فرض، وأنها عمود الإسلام، وأن الواجب على الرجال أداؤها في الجماعة، وأن الطهارة لها شرط، ولا بد منها، يدعو إلى هذا الذي علم، يعرف أن الزنا حرام، يعرف أن الخمر حرام، ما يحتاج إلى أن يتعلم في الأمور الأخرى حتى يأمر بهذا، وينهى عن هذا، لا، هذه أمور ظاهرة معروفة، ولو أن الإنسان في الابتدائي، أو في المتوسط، أو في الثانوي، يعني شيء معروف يلتزمه المؤمن، ويدعو إليه، والمعروف أنه محرم، يحذره، وينهى الناس عنه.
وما يشتبه عليه لا يعجل فيه، ما ليس عنده فيه علم ما يشتبه عليه لا يعجل، لا يتكلم فيه، بل يقول: لا أدري، حتى يتعلم، حتى يتبصر، لكن الأمور التي تعلمها، وعرفها عرف الصلاة، وأنها حق، وأنها دين، وأنها عمود الإسلام؛ يدعو إليها، وينكر على من تركها، عرف الزكاة، وأنها حق المال؛ يدعو إلى ذلك، عرف صيام رمضان، وأنه حق، وأنه من أركان الإسلام؛ يصوم، ويأمر الناس بالصوم، وينكر على من ترك الصيام.
تعرف بر الوالدين، وأنه حق، وأن العقوق حرام، وكبيرة؛ فينكر على عق والديه، ويأمره بالبر، يعرف أن شهادة الزور حرام؛ ينكر على من يشهد الزور، ويكذب، يعرف أن الزنا حرام؛ ينكر على من يتعاطى الزنا، ووسائله، يعرف أن الخمر حرام، ينكر على من يشرب الخمر، هكذا يسير المؤمن، يعني يعمل بما علم، وما لم يعلم يتوقف حتى يتعلم.