الجواب:
النصيحة مثل ما سمعت، النصيحة أن على المجتمع أن يتقي الله، وأن يجاهد نفسه؛ حتى يستقيم على أمر الله، ويتعاون مع إخوانه على البر، والتقوى، ويعين الدولة فيما هو صالح، وموافق للشرع، وأن يخالفها فيما يخالف الشرع، ويعصها فيما يخالف الشرع حسب الطاقة والإمكان، ومتى استقاموا في أنفسهم، وتعاونوا على الخير؛ خضعت الدولة لذلك، ورجعت إلى الصواب، وخافت منهم، وكذلك إذا تعاونوا على البر، والتقوى، وصاروا أكثرية، وصار لهم قوية أمكنهم أن يخضعوا الدولة إلى الحق، أو يعزلوها؛ لأنهم عندهم قوة لا عند غيرهم.
أما ما دامت الدولة أقوى منهم؛ فعليهم أن يجتهدوا في طاعة الله، ويسألوا الله لها الهداية، وأن يعينوها على الخير، وأن ينصحوها كثيرًا؛ حتى تخضع للحق، وحتى توافق على الحق، هذا هو الطريق السوي.
أما القيام بالسلاح من أجل الطاعة، فإن هذا يزيد الفساد فسادًا، ويزيد الشر شرًا، ولا يحصل به نفع للمسلمين، ولكن الطريقة السليمة أن تجتهد أنت يا عبدالله، وإخوانك الطيبون في طاعة الله، ورسوله، وفي إقامة أمر الله، وفي نصيحة الناس، وتوجيههم إلى الخير؛ حتى يستقيم الناس على الخير، فإذا توجه الناس إلى الخير؛ خضع الرؤساء للخير، ومالوا للخير، وحكموا بالشريعة، واستقاموا، أو كثر المسلمون، فانتزعوا .. منهم، وأعانهم الله عليهم، فإن لم تقوَ على هذا، ولم يتيسر لك هذا، فالتمس أرضًا أخرى أفضل، وانتقل إلى أرض أخرى، وهاجر إلى أرض أخرى؛ تجد فيها السعة، والخير مهما قدرت.